الاثنين، 7 مايو 2018

اللهم بلغنا رمضان ... وارجعنا لرمضان بتاع زمان

  اللهم بلغنا رمضان ... وارجعنا لرمضان بتاع زمان 
زرقاء اليمامة جيهان ( الاثنين 2018 / 5 / 7 )

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183 - البقرة )
شهر رمضان من أعظم شهور السنة  فيه الصيام لله تعالى وهو الذى يجزى به ، ففى الحديث القدسى : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به )) .... { رواه الامام البخارى فى صحيحه ج2 من حديث أبى هريرة رضى الله عنه }
فنحن هذه الايام فى انتظار الشهر الكريم ولازلنا نردد .... اللهم بلغنا رمضان ... وننتظر نفحات البركة لهذا الهذه الايام المباركة 
كتبت مقالات عدة وكثرت الدروس عن فضل هذا الشهر ، وعلى من يجب الصيام , وحكم الصيام ... الخ .. الخ 
وكثرت الأحاديث والمقالات التقليدية من أطباء التغذية عن ضرورة الاقتصاد فى الأطعمة وعدم الاسراف فيها ... الخ .. الخ 
لن أكتب فى مقالى عن أشياء متكررة لان من هم أعلم منى تكلموا فيها وكتبواعنها ،  ولكنى سأكتب عن رمضان بتاع زمان .
فقد  تغيرت أغلب مظاهر الاحتفال برمضان التى تعودنا عليه وأحبناها ، تغيرت تغيرا واضحا ومنها :
1) ليلة الرؤية :
قال صلى الله عليه وسلم : صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ... الحديث 
(( رواه أبو هريرة رضى الله عنه اسناده صحيح أخرجه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى واللفظ له ))
فقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتحرى هلال رمضان فى السماء ، فدعونا نستعيد رؤية الهلال منذ عدة سنوات ماضية 
فقد كانت الاسر تنتظر أمام التلفا ز ( كان أول بث تلفزيونى فى مصر 21 يوليو1960 ) لتسمع دار الافتاء المصرية كى تعلن رؤية هلال الشهر ويظل التلفاز يذيع الأغانى الرمضانية الرائعة .. اللى مش عارفين نعمل زيها دلوقتى ... وعندما يبدأ الاعلان عن بداية الشهر نجد الفرحة العارمة ليس داخل الاسرة المصرية الواحدة فقط ولكن كل الاسر ، وتتوزع التهنئة مع أطباق الحلوى الرمضانية .
لكن ليلة الرؤية اليوم غير ، تتبع الحسابات الفلكية فاصبحنا نعرف موعد الشهر الكريم من بداية العام ... فضاعت فرحة انتظار رؤية الهلال ... نتسأل هنا : هل الاعتماد على الحسابات الفلكية يخالف السنة المطهرة ؟
يقول الامام ابن باز  - رحمه الله - فى الاجابة عن هذا السؤال : (( أن الواجب فى اثبات الأهلة فى الحج وفى رمضان الرؤية كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته ... الحديث )) 
{ سبق تخريجه } 
وذكر الشيخ - رحمه الله - أن شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - قال أن العلماء أجمعوا على أن الحساب لايعتمد على حساب الأهلة وإنما على رؤية الهلال رؤية العين ولاعبرة لرأى آخر لأن هذه سنة الرسول عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح ، ومن فعل هذا حتى ولو كان من كبار العلماء فقد خالف السنة لقول الله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].
2) تجمع الاهل على مائدة الافطار :
رمضان زمان كان وسيلة من وسائل تصفية النفوس واحياء صلة الرحم ، فنجد الأسرة فتتجمع أول يوم فى البيت الكبير ، بيت الجد والأب ويجلس الرجال معا ... يسلوا صيامهم ...  فى قراء المصحف أو تبادل أطراف الحديث ... والأطفال يلعبون وتتسابق النساء فى اعداد مالذ وطاب من الأطعمة ومن الحلوي الرمضانية .. كنافة .. قطايف .. بلح الشام ... 
ثم يفتح الراديو على البرنامج العام لسماع القرآن الكريم قبل رفع الآذان بنصف ساعة ، وتعد الموائد وعليها الأطعمة والعصائر ... وتسمع حركة دؤب فى الشوارع لاعداد موائد الرحمن لعابري السبيل والمسافرين والفقراء .. منعت موائد لماذا لااحد يعلم !!!
ومع صوت .. مدفع الافطار اضرب .... يتبعه صوت المذيع حان الان موعد رفع أذان المغرب .. ويبدأ صوت الشيخ محمد رفعت الصوت الملائكى فبقول : الله أكبر 
ثم يبدأ الافطار ويذهب الرجال والصبيان للصلاة ... ويجلسون فى المسجد لقراءة اجزاء من القران حتى تحين صلاة العشاء وبعدها التراويح
ولكن الآن قلت هذه اللقاءات نعم هناك بعض الاسر تحرص على الاجتماع أول يوم فى رمضان  ، لكن ، لم تعد هناك هذه الروح الطيبة التى تجتمع عليها الاسر .. إلا من رحم ربى .... 
3) وأخيرا فانوس رمضان :
ما أجمل الفانوس التقليدى القديم أبو شمعة ... والأطفال تمسكه وتدور على البيوت وهى تغنى .. وحوى يا وحوى ادونا العادة ... وكل بيت يعطى للاطفال مايجود به الكرام .
سيخرج من يقول هذه ماهر مسيئة وهذا التصرف يعلم الأطفال التسول ؟!
سأرد عليه وأقول لماذا بدأنا نحتفل بعيد القدسيين ( الهالويين ) وفيه يتنكر الاطفال فى زى معين وأيضا يذهبوا للبيوت قائلين ( خدعة أم حلوى ) وطبعا تتساقط عليهم الحلوى .. فهل هذا التصرف لايعلمهم التسول ؟! 
الآن حتى شكل فانوس رمضان تغير وللأسف أصبح مستوردا من الصين ... على راى ايمن بهجت قمر كله صينى ....
ضاع شكله التقليدى المفرح وتحول إلى لعبة تغنى مقطع من أغانى رمضان القديمة .... حتى الأطفال لم يعد عندهم شغف فى اقتناء هذا النوع من الفوانيس .
حتى الأغانى الرمضانية لم نستطع أن نقدم أغانى مثلها .. أول رمضان وحوى ياوحوى لابى نور عبد المطلب ...  وسبحة رمضان لثلاثى النغم ... وفى نهاية الشهر والله كان لسه بدرى ياشهر الصيام لشريفة فاضل )
نتمنى أن تعود روح رمضان القديمة 
روح الحب والمحبة بين الناس
روح الخوف على بعضنا البعض والحرص على صلة الرحم 
روح التقرب إلى الله تعالى لا إلى التقرب للفضائيات 
فى النهاية 
اللهم بلغنا رمضان