الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

يا أبناء مصرَ .. اتقوا الله فى أمكم



بدايةً ...لست من الإخوان ... ولا أنتمى إلى أى فصيل سياسى أو دينى ، ولم أنتخب الدكتور مرسى رئيسا لمصر ... بل لم أنتخب أيا من الأسماء التى كانت مرشحة لرئاسة مصر ( كأنى أنفي عن نفسة تهمة جنائية ) نستمر .
لكنى مسلمة أريد أن تطبق الشريعة الإسلامية كما أنزلها الله تعالى على نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم ... أريد أن أعيش فى ظل الإسلام لأنى بدولة إسلامية .. لغتى اللغة العربية لغة القرآن الكريم ... أريد أن أعيش فى بلد يسوده الأمن والمودة وحسن المعاملة .. التى ضاعت مننا فى خضم هذا العراك السياسى .... بلد يحترم المسلم فيها الذمي كما فعل عمرو بن العاص رضى الله عنه عند فتحها ... وكما فعل الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه مع القبطى ... ومصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا فُتِحت مصرُ فاستَوصوا بالقِبطِ خيرًا ، فإنَّ لَهم ذمَّةً ورَحِمًا)) } صحيح – رواه السيوطى عن كعب بن مالك فى الجامع الصغير 772{
بلد يحترم فيها الذمى الأغلبية الإسلامية ويحترم تعاليم دينه فى نشر المحبة (( البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب )) } امثال 10: 12{
ولنا كمسلمون فى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة عندما هاجر من مكة للمدينة أولا آخى بين المهاجرين والأنصار ... ثم عقد المعاهدات مع اليهود والنصارى .... وعاملهم الرسول عليه الصلاة والسلام بكل احترام وإنسانية .. وقد قامت محاورات بين اليهود وبين الرسول صلى الله عليه وسلم كسؤالهم عن الروح ...وجاءت الإجابة إلهية فى قوله تعالى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }الإسراء85
وعندما أتاه وفد نصارى نجران وأنزل الله تعالى آية المباهلة : {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61
وسقطت هذه المعاهدات بنقدهم لها هم وليس المسلمون والتاريخ يذكر ذلك ...
ماتمر به مصر الآن مصيبة بكل المقاييس ... مصر على شفا السقوط بأيد أبنائها الذى ترك أكثر مفكريهم تعاليم دينهم وأنقادوا وراء الغرب وقلدوهم تقليدا أعمى ... وكذلك انقاد بعض من الشيوخ إلى تفاهات لاترقى إلى مستواهم الفكرى والدينى ومكانتهم العلمية .. وتركوا إقامة المشروع الإسلامى فى مصر والعمل على تنفيذه .
والطامة الكبرى عندما لاحظت فى الفضائيات جمع النصارى الذى نزل فى المظاهرات معترضة على الإعلان الدستور وطبعا معروف انهم يعترضون على الدستور وبالذات المادة التانية ... نكمل


أسألهم ... على ماذا تعترضون ؟! على المادة الثانية وفيها أن مصر دولة إسلامية وتحكمها الشريعة الإسلامية ... أنسيتم أنكم أول من احتكم لهذه الشريعة عندما جاء عمرو بن العاص رضى الله عنه فاتحا لمصر... ووجدتم فيه النجاة والمعاملة الحسنة عن من يعتنقون نفس دينكم – الرومان – (( أنظر كتاب فتح العرب لمصر لأودلف بتلر ))
وكان رضائكم بحكم الإسلام فيه عزة لكم ... وجدتم فى سماحة الإسلام حسن المعاملة .. ووثقت هذه المعاملة فى العهدة العمرية ، وفى قصاص الفاروق عمر من ابن الأكرمين والقصة معروفة (( أنظر البداية والنهاية لابن كثير ))
لم تهدم كنائسكم ... لم تمنعوا من ممارسة شعائركم ... اسمع قائلا يقول : الآن نحن مضطهدون ... أجيبكم بسؤال : ألم تعتلوا أعلى المناصب مثلكم مثل المسلمين ؟! ... الأسماء كثيرة ... فى الفن منذ نجيب الريحانى حتى هانى رمزى ... فى الطب وكمثال مجدى يعقوب الذى تعلم وخرج من مصر وعاد إلى مصر ... الوزراء مثل يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق واختلس أموال المصريين مسلمين ونصارى على حد سواء .................. وفى الهندسة وليم سليم حنا عميد الإنشائيين المصريين ... وفى علوم الأرض مثل رشدى سعيد والذى تولى إدارة مؤسسة التعدين والأبحاث الجيولوجية ... ومن النساء وزيرات مثل منى مكرم عبيد .... وابنة عمها نادية مكرم عبيد ... والفن سناء جميل .... وغيرهم وغيرهم ... ولو سردنا كل الأسماء سنملأ صفحات وصفحات كاملة ...
أرى الآن ... فى هذا المشهد الضبابى ... الكنيسة وأكثر المتعصبين من النصارى يحاولون أن يلعبوا نفس لعبة الشيعة بالعراق ...
ستقولون هؤلاء أقلية ... نعم أقلية ... ولكن إذا سكتنا سيطفو البيض الفاسد على السطح ويغيب الصالح فى الأسفل ... ولاننسى أن معظم النار من مستصغر الشرر ...
أرى الآن على الساحة نسيجا غريبا ... نسيجا عنكبوتيا .. تتضافر فيه قوى غريبة ... علمانية ... ليبرالية ... كنيسة ... شيعة ... صوفية ... أليس هذا النسيج أو هذا التجمع يحرك الريبة فى نفس أى مؤمن كيس فطن ...
أقولها صارخة .. وبأعلى صوتى
يا أبناء مصر من كلا الجانبين ... إحموا مصر من التيارات المعادية ...
إحموا أمكم من الإنهيار على أيدى من لايريدون شرع الله أن يقام ...
قال الشاعر قبلا بلسان مصر : أنا تاج العلاء فى مفرق الشرق ودراته فرائد عقدى ...
أفيقوا حتى تظل مصر دائما تاج العلاء دائما ...
تيقظوا حتى لاتدنس هذه الأرض المباركة بأقدام غير طاهرة ...
يا أبناء مصر ... أتوسل إليكم ... احموا مصر ...