الجمعة، 3 يناير 2020

الدين ...... السر الأعظم للسعادة الزوجية


الدين  ...... السر الأعظم للسعادة الزوجية
جيهان عثمان ( زرقاء اليمامة )
الجمعة 3/1/2020
قرأت كثيرا عن أسرار السعادة الزوجية  .... من خلال أقوال  وأراء الحكماء والفلاسفة 
 وكذلك الكتاب وعلماء الاجتماع وملخص هذه الأراء أن لابد أن يكون هناك تفاهم وتواصل بين الزوجين وعلي كلا منهما أن يفهم بعضهما البعض لانهما متكاملان ، على الزوج أن يقدم الاهتمام والحنان للزوجة وبالمقابل تقدم الزوجة كل التقدير والاحترام لزوجها ، وعلينا أن نحلل مشكلة العنف التى تتعرض لها الزوجات فى مجتمعنا وأيضا ظاهرة سي السيد التي يتقمصها بعض الأزواج ، وأرجع العلمااء ارتفاع نسبة الطلاق للحالة الافتصادية الرديئة .
ورأيي كباحثة إسلامية أن كل ما نسمع من هذه السلبيات فى المعاملات والعلاقات الزوجية ... السبب الرئيسي فيها بعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف .
قال الله تعالى : (( وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ )) { الروم -21 }
فى هذه الأية جعل الله تعالى الأنثى تتساوى مع الذكر فى الخلق ، وأن الزواج عقد .. ميثاق غليظ ، وعند الشروع فى الزواج وضع لنا الخبير الأول للتنمية البشرية الرسول صلى الله عليه وسلم قواعد للزواج لو اتبعناها سنكون فى بيت اسلامى صحيح
بالنسبة للزوجة قال فى حديث ( اظفر بذات الدين تربت يداك ) (1) ، وللزوج يقول صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... الحديث)(2)
فنرى هنا أن الدين يحكم بدايات الزواج بمبادئ الدين والتمسك به (3) والميثاق الإلهى الثاني فى الأية ( المودة والرحمة ) فالزوجة سكن وواحة الراحة لزوجها ، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم  ، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل أن يعامل المرأة معاملة يسودها الود والمحبة  ( استوصوا بالنساء خيرا )
أما مشكلة العنف ضد الزوجة  يرجعها بعض الأزواج للآية الكريمة ( فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَ)( النساء – 34 ) ويركن على أن الاسلام أباح ضرب المرأة
ومشكلة العنف تلك للأسف لها شقان ، أولا المعتقدات الخاطئة فى المجتمع التى تتوارثها بعض الأسر ، وهى أن الذكر يؤمن أن لاتكتمل رجولته إلا إذا ضرب المرأة ( سواء زوجة .. أخت .. بنت ) .
والشق الثاني فهم تفسير الآية خطأ وهى – كما نوهت – أن الإسلام أباح ضرب المرأة .. ولكن الأية تحدد قوامة الرجل وتحدد أيضا صفات المرأة المسلمة الصالحة وأيضا وصفت (4) صفات المرأة الفاسدة وكيفية التعامل معها على درجات العظة ثم الهجر وأخيرا الضرب المشروط وهى أن الضرب لايكون مبرحا ولايكسر عظما ولا يكون الا للمرأة الناشز .
أما ارتفاع نسبة حالات الطلاق ترجع بعض الأحيان للحالة الاقتصادية ، وبرغم أهمية الحالة المادية للبيت لكن نعود لديننا فقد قام على حلها فى الأية الكريمة : ((وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ  نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ  إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ))(31 - الإسراء)
والإملاق هنا هو الفقر فالناس تخشى الفقر فيقومون بقتل أولادهم ناسين أن الرزق بيد الله وحده ، وليس معنى القتل هنا قتل النفس بحسب ( عمليات الاجهاض ) ولكن القتل المعنوى أيضا ، أليس قتل مشاعر وأحاسيس الأبناء والمرأة يعتبر قتلا ؟!
أما شخصية سي السيد التي يتهافت عليها بعض الرجال أسوأ مثال لشخصية الرجل ، سي السيد الرجل الى يملأ بيته صخبا وصراخا وأوامر ونواهي ونصب نفسه سجانا لآل بيته  ولا يسمع لزوجته أو يعطيها مساحة من المناقشة بجانب القسوة فى المعاملة للأسف  يأتي فى آخر يومه ليكون لعبة بخيوط ( ماريونت ) وهذه الخيوط فى أيدي فتيات الليل ، نسى سي السيد أو تناسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) (5)
وأيضا نسى قول الله تعالى الأية الكريمة  (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا )(32- الإسراء)
الخلاصة
السر الأعظم للسعادة الزوجية ، بل فى حياتنا كلها هوالتمسك بالدين الحنيف ، رسالة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ومن يريد حقا أن يعرف أسرار السعادة الزوجية عليه أن يقتدي بخير الأنام صلى الله عليه وسلم فى معاملته مع زوجاته .
------------------------------------------------------
(1)        حديث تنكح المرأة لأربع ... الراوي أبا هريرة رضى الله عنه – أبوداود والنسائى
(2)        رواه الترمذى وابن ماجه
(3)        سامية منسي – الزواج مودة ورحمة – شبكة الألوكة – 3/9/2016 = 30/11/1437
(4)        تفسير ( الرجال قوامون ... ) الاسلام ويب ، 18 جمادي الأولى 1423 = 7/2 / 2002
(5)        عن ابن عباس رضى الله عنهما – رواه الترمذى