الثلاثاء، 30 يونيو 2020


قوس قزح الدامي
كتبت : جيهان عثمان ( زرقاء اليمامة )
تُمطر السماء بمطر وتتساقط مياه الأمطار على الأشجار والمباني كإنها تغسل عنها غبارالأيام و السنين  .
وعندما تقلل هذه الأمطار سقوطها تكون قطرات المياه العالقة فى الهواء يتخللها شعاع الشمس الأبيض فيحدث انعكاس للضوء فى قطرة الماء العالقة فيسير فى اتجاهات منحنية وليست مستقيمة ، وفى حال حدوث قوس قزح فإن ضوء الشمس ينكسر وينحني وينفصل إلى اشعاعات تكون الألوان الرائعة التى تجعلك تقف عاجزاً أمام عظمة الله تعالى الخالق .. المصور .. البديع .
مشهد تعجز أمامه الكلمات .. وتتصارع المشاعر وتتحرك مياه الوجدان الراكده .. وعندما تنفك عقدة اللسان .. يُردد .... سبحان الله
لكن آبى الإنسان أن يُفسد كل شئ جميل خلقه الله تعالى ...وكما جاء فى القرآن الكريم على لسان الملائكة  (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ )[البقرة:30]
فأصبح الرينبو أو قوس قزح رمزاً للمثليين وللأسف بدأوا فى التوغل فى المجتمعات .. للأسف بل ويتفاخرون بشعارهم وعلمهم هذا ..
قوم لوط يبعثون من جديد ، وللأسف تساعدهم الميديا والإعلام المغرض بحجة حرية الفكر واستيعاب الثقافة المخالفة .وإذا قلنا أنهم لديهم خلل هرموني فقد أجاز ديننا أن يتحول الجنس إذا كانت الأعضاء أنثوية أو ذكورية ، وهذا يتضح من الفحوصات الطبيه وفى فتوى للشيخ الفاضل على جمعة بجريدة اليوم السابع أنه لايحق لإنسان تغيير نوعه الذى خلقه الله تعالى {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (115) فَتعالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)} المؤمنون
ولكن كل ماسردته هو واقع مؤلم ، ووجود هؤلاء أصبح وباءً في المجتمعات وبخاصة المجتمعات العربية والإسلامية .. وهؤلاء يحاولون فرض وسيطرت تفكيرهم على مجتماعتهم .. ومع أن هذا خطرا شديدا لكن هناك خطراً أكبر من هذا وهو نشر هذا الشعار على المنتجات الإستهلاكية وخصوصا منتجات الأطفال ...
هل الغرض نشأ جيلاً جديداً يتقبل هذا السرطان ؟!
بالفاحشة فقط أم الغرض هو نشأ جيلاً مخنثاً لاتحدد له جنساً ... والتشجيع على التشبه بقوم لوط ؟!
هذه لعنة يامسلمين فقوم لوط لم يأتوا بالفاحشة فقط { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (80) الأعراف }
بل كذبوا بالمرسلين ، عزموا على طرد لوط عليه السلام ، ويأتون الذكران من العالمين ، ويقطعون السبل ، ويأتوا فى ناديهم المنكر
فهل السيبل الآن لتحويل أجيال العرب والمسلمين إلى قوم لوط العصر الجديد ؟!
هل إذا طالبنا مقاطعة هذه الشركات هل نسمع الموافقة ونرى التنفيذ ؟!
هل نستطيع أن نُبعد أطفالنا وشبابنا عن هذه المنتجات ؟!
أم أننا سنقف قليلي الحيلة ونتصنع المسكنة ونقول عادي ..هذا قوس قزح ؟! ونستهون بالأمر ونستخف به ... ونكبر دماغنا
هل سنرى الأباء يقولون لاحيلة لنا أمام رغبة الأطفال ولانستطيع السيطرة عليهم ... جيل الأيام دى محدش يقدر عليه ؟!
هل سنسكت – كالعادة – ونبدأ فى خسران ديننا ، وأخلاقنا وقوتنا أمام هذا الشعار الزائف ؟!
هل سنستسلم أما قوم يعيبون فيننا أننا يقوم يتطهرون ؟!
هل سنترك قوس قزح ينزف دماً لا أملاً ... ويتحول قوس قزح الهادئ إلى قوس فزح الدامي ؟!
أفيقوا .. أفيقوا


الأحد، 7 يونيو 2020

التباعد الاجتماعي

التباعد الاجتماعي
كتبت / جيهان عثمان ( زرقاء اليمامة )
دخل الانترنت إلى مصر وكانت التقنية والتكنولوجيا الحديثة مصدر إنبهار لكل الناس ... وانتشرت أجهزة الحاسوب فى جميع المصالح الحكومية والأهلية وانتشرت أيضا فى البيوت وطبعا أجهزة الدش للفضائيات مع اطلاق القمر الصناعى نايل سات ... لكن فى البدايات كانت هذه الأجهزة للمتيسر ماديا وكانت هذه التقنية مدعاة للمفاخرة والتعالي دون النظر للمحتوى ؟!
ورويدا رويدا قُدمت التسهيلات فى سداد اثمانها لكل الناس حتى يتمكنوا من ملاحقة التطوير والحداثة والتقدم ؟!
وفعلاً أصبح المتيسر لديه الحاسوب .. وكذلك متوسط الحال يعمل على جمع المال بجمعية أو السلف أو ... أو .... أو .... المهم يحصل على المال ليشتري عملاق التقنية ... وأيضاً رويداً .. رويداً ... بدأت المشاكل تظهر بين أفراد المجتمع وبخاصة المشاكل الزوجية ... وكثرت الخيانات الزوجية ... وبدأ الشباب يستخدمون النت فى الدخول على المواقع الإباحية ...
وبدأت تتعالى أصوات الاستنكار من استعمال الانترنت ... وانقسم الناس إلى فريقين ، فريق مؤيد .. وفريق معارض
المؤيد ... حجته أننا لابد أن نُساير العالم فى تقدمه وعلى المعترض أن لايستخدم الإنترنت ... أو يحول القناة – كما قيل قبلاً-
والجانب المعرض .. حجته أن الإنترنت ساعد على افساد الناس والشباب ، وماسردته أخذ حلقات وحلقات على برامج التوك شو .. وصال وجال الإعلام فى هذا الموضوع ... ولكن الإستعمال السيئ للإنترنت ... فى رأيي .. أصبح كالمرض الخبيث فى أواصل المجتمع ..
ثم بدأت تظهر مواقع التواصل الاجتماعي وأقبل عليها جميع فئات المجتمع وبخاصة الشباب .. وكان إقبالهم مثل إقبال الفراشة على ضوء الشمعة ونيرانها
وتوازن ظهور هذه المواقع مع أحدث اصدارات للهواتف الخلوية ، وكثرت فيها البرامج والألعاب المغرية ...
وبدأت الحملات تتهم هذه المواقع بأنها باعدت بين العائلات بل وبين أفراد الأسرة الواحدة ، وأصبح الأطفال يحملون الهواتف ويقضون الساعات عليها ... وحذر الأطباء الأمهات أن هؤلاء الأطفال ممكن أن يصابوا بالتوحد لأنهم يلعبون وحدهم من غير أقرانهم فى السن وأيضا تُؤثر على بصرهم وعلى جهازهم العصبي من الإشعاع الألكترونى ... وتعددت الشكاوي ...
الأم ... تشتكي أن أطفالها وزوجها أمام الفيس ولايهتمون بالمذاكرة – هذا بالنسبة للأبناء – ولايهتم الزوج بأمور البيت
الأب ... يشتكي نفس الشكوى
الأجداد .. يشتكون من الإهمال وأن أولادهم أعتمدوا على الاتصالات دون الزيارات
الأبناء .... يطالبون بحرية أكثر على أساس أن هذا العصر التقني الحديث ولابد من مسايرته دون النظر أو الاهتمام أن هذه المواقع تُغير فكر الشباب دينياً واجتماعياً وأخلاقياً ...
وبدون سابق إنذار ظهر فيروس الكورونا ( كوفيد -19 ) واستبدل عبارة التواصل الاجتماعي بعبارة التباعد الاحتماعي .. وظهرت أيضاً البرامج والإعلانات على التلفاز تُناشد بعدم الإختلاط فى الأفراح ، المناسبات ، الجنازات ... إلخ
ونادت وسائل الإعلام بالتلاقى عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ، وطبعا خوفا من العدوى !!!
أتساءل هنا ... وأعتقد لامجيب – هل هذه الأزمة تمهيد للتباعد الاجتماعي وتفكيك للمجتمع ؟
فنحن الآن نرى الطالب يتعلم عن طريق الانترنت دون اختبارات وتدريبات عمليه تقيس مهاراته ؟
حسنا .. ممكن أن نقول أن التعليم عن طريق الإنترنت فى المواد النظرية .. فما الحال مع التعليم العملى مثل الطب والعلوم ؟
هل التباعد الاجتماعي سيجعلنا نلجأ لترك الطفل أما الهواتف والإنترنت وننسى تحذيرات الأطباء ؟
هل نمنع زيارات الأباء والعناية بهم ونقطع برهم بحجة أنهم أكثر عرضه للإصابة واعتقد أننا قرأنا عن الأم التي تركها أبنائها حتى ماتت وحيده وتحللت جثتها ؟
هل الخوف من العدوى يجعلنا لانقوم بواجب العزاء لاهلنا وأصدقائنا وواجب العزاء حق على المسلمين وكذلك اتباع الجنائز ؟
هل الخوف من العدوى سيجعلنا نهجر المساجد ولانصلئ فيها وبخاصة المناداة الآن بالتباعد بين المصلين ... ولابد أن نتذكر أن من شروط صلاة الجماعة كما ورد فى السنة المحاذاه والتراص (1) والتراص هنا أنه لايكون هناك فرجات وخللاً بين الصفوف فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أقيموا الصُّفوف، وحاذُوا بين المناكب، وسدُّوا الخلل، وَلِينُوا بأيدي إخوانكم، ولا تذَروا فرُجاتٍ للشيطان، ومَن وصَلَ صفًّا وصَلَه الله، ومن قطعَ صفًّا قطعه الله (((2)
سيقول قائل ... وماذا نفعل فى العدوى ؟! ... أُجيب نعم معك كل الحق فى الخوف .. لكن ... هل الله سبحانه وتعالى وتعاليم نبيه صلى الله عليه وسلم الذى لاينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ... لايعرفون بالأوبئة وأضرارها ؟!! ... حاشا لله ولرسوله عن ذلك .. فقد ظهر الطاعون فى زمن الصحابة رضوان الله عليهم ولم تُمنع الصلاة وارجعوا لكتب التاريخ الإسلامي ....
أختم كلامي ,,,,
بأننا نتوكل على الله تعالى ونأخذ بالأسباب كما تعلمنا من ديننا الحنيف فى مواجهة المرض والوباء ... ولاننسى أن المرض من جند الله تعالى ... وأن لكل داء دواء
نتوكل على الله مع أخذ الاحتياطات اللازمة التي تعلنها الصحة ...
*******************************************************************
(1)        رامي حنفي محمود – ملخص ترتيب صفوف الصلاة .- شبكة الألوكة ، 2012م = 1434هـ
(2) صحيح أبو داود والنسائي مختصراً

الثلاثاء، 2 يونيو 2020

آداب قراءة القرآن



آداب قراءة القرآن
كتبت جيهان عثمان ( زرقاء اليمامة )
القرآن الكريم كتاب الله تعالى وكلامه ، أنزله الله عز وجل على آخر أنبيائه خير الآنام محمد صلى الله عليه وسلم .
نقرأه فى  تمعن ونتدبر آياته ونسأل الله تعالى أن يكون القرآن شفيعاً لنا .. وندعوه أن يرزقنا الفردوس الأعلى بقراءته .
وهذا القرآن هو المتعبد بتلاوته ونُقل إلينا بالتواتر من الرسول صلى الله عليه وسلم , وهو كلام الله فلابد عند قراءته اتباع عدة تعليمات ، هي :
1- استحضار النية ، أي إننا نعزم النية أن تكون قراءته عبادة وتقرباً لله تعالى ، ونًبعد عن أنفسنا أي رياء ولكي نجني الأجر والثواب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من قرأ حررفاً من كتاب الله فله به حسنه ، والحسنه بعشر أمثالها لا أقول ( ألم ) حرف ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف )) ( عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه – رواه الألباني حمه الله فى صحيح الترغيب )
2- الطهارة ، لابد لقارئ القرآن أن يتطهر من الحدث الأكبر أو الأصغر وكذلك يحرس على طهارة ثوبه والمكان الذى يقرأ فيه ويُستحب أن يستعمل السواك .
3- استحباب استقبال القبلة
4-  تدير القرآن ، أن يقرأ القرآن بتدبر ويتمهل فى القراءة ويستحضر أنه يقرأ كلام الله
5- اختيار الوقت المناسب للقراءة ليكون ذهن القارئ صافياً وأفضل وقت للقراءة فى منتصف الليل وبعد صلاة الفجر ، لأن هذه الأوقات تكون بعيدة عن صخب الحياة ومفاتنها .
6- الاستعاذة من الشيطان الرجيم ومعناها أن نستنجد بالله من الشيطان الرجيم ويعصمنا من أن يضرنا فى ديننا ودنيانا .                  فالاستعاذة تطهيرا لنا من الوسوسة وتوجه مشاعرنا خالصة لله تعاى
7- السجود عند موضع آيات سجود التلاوة ويقول (( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين
8- من المستحب ارتداء المرأة للحجاب ولا حرج أن تقرأ وهى مكشوفة الرأس مالم يكن عندها أجنبي
9- استحباب الاستعاذه فى آيات العقاب ، والسؤال من فضل الله فى آيات الرحمة
10-               وعندما ننتهي من قراءة السور لاتقول صدق الله العظيم وإنما نقول ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ) وذلك لان لفظ صدق الله العظيم لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم
لابد أن نتبع نهج وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فى قراءته للقرآن ، كانت قراءته صلى الله عليه وسلم سهلة ، لينة ، متوسطة السرعة ، يعطي لكل حرف حقه ومستحقه ، يبدأ بالاستعاذة ثم البسملة عند بداية كل سورة
وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ فى كل أحواله قائماً ، قاعداً ،مضجعاً , وفى سيره ، وفى ركوبه ( د. خالد المصري ، فقه قراءة القرأن )