الاثنين، 26 نوفمبر 2018

اتقوا الله ياشيوخ السوشيال ميديا

اتقوا الله ياشيوخ السوشيال ميديا
زرقاء اليمامة جيهان 26/11/2018
منذ أيام تم نشر مقطع على شاشات الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) وبخاصة موقع التواصل الاجتماعى  الفيس بوك ( face book ) ، ملخص المقطع أن سيدة توفاها الله ورفض النعش أن يدخل المسجد لصلاة الجنازة ، ووقف الناس فى الجنازة يهللون .... ويكبرون .
وتوالت التعليقات كالمطر .... منهم من يصدق ويهلل ويكبر .. ومنهم من يصدر التهم ويكتب ... أكيد الميت مات على معصية ... وأكيد أنه ارتكب ذنبا عظيما .... الخ
ثم جاءت الطامة والمصيبة الكبرى مقطع لشيخ !!!!!! على منبر مسجد !!!! وعنوان المنشور : هذه الحقيقة وراء عدم دخول النعش المسجد ... لاتظلموا احدا ...
طبعا واضح من العنوان أننا سنجد سببا منطقيا لما حدث .. وطبعا للعقلانيين عامة واضح أننا سنسمع سببا عقلانيا لما حدث ... وللمسلمين خاصة سنجد سببا يستمده الشيخ من القرأن والسنة ..
لكن وقف الشيخ !! الهمام وهو منفعل وصوته يرتعش ... ويتباكى ... قال أنها سيدة صالحة – لااعتراض على هذا الصلاح – وأنها كانت دائما تذكر الله تعالى – أيضا لااعتراض واللهم اجعلنا من الذاكرين لك –
ولكن هذه السيدة – الشيخ يكمل كلامه – كان لها ابنا فى بلاد الخليج لم يحضر جنازتها .. وفطع تذكرة الطيران وهى تنتظره – وهى ميتة !!!!!
وأوقفت الصلاة والدفن حتى يآتى ابنها .... وسرد الشيخ قصة طويلة يقص فيها تصرف الابن ، وكيف أن الام رضيت بالصلاة عليها والدفن بعد عودة الابن الضال ؟!
هل هذا كلام يعقل ياشيخنا ... السيدة مؤمنة نوافقكم .... السيدة صالحة نعم ولا نستطيع أن ننكر صلاحها .. ولكن  هى ليست من الصحابة ولا من أؤلياء الله الصالحين ... فحتى الصحابة لم يحدث معهم هذا .
ياشيخنا الميت لايتحكم فى أى شئ بعد موته .. لاتحريك نعش .. ولا سرعة فى المشى ... ولا نعش يطير فى الهواء .. ولا يتحكم فى أى شئ من هذه الخرافات التى تصدرونها للناس ويصدقها العامة ... وللاسف بدأ يصدقها من يندرج تحت صفة المثقفين والمتعلمين .
وبما أنك شيخ نرد عليك من الدين الاسلامى .... 
جاء فى فتوى لموقع الاسلام ويب (1) أن الميت بعد  وفاته ليس عنده إرادة أو قدرة على الامتناع عن السير لجهة ما أو ايقاف حامليه ولم يرد شئ من الوحى فيما يدل على أن الميت يفعل هذا وعليه لايجب الالتفاف لهذه الخرافات والاسراع بدفن الميت .
وكذلك فى فتوى مجلة التوحيد (2) عن سؤال ماحكم الاسلام فى النعش الذى يطير فى الفضاء أو يسير بخطى واسعة ؟!
الجواب : هذا من بدع الصوفية أو أحد حاملين النعش والتحدى أن نضع النعش على الارض فهل يطير أو يفعل أى تصرف ؟!
والقول الفصل فيما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فى صحيح البخارى وغيره عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسرعوا بالجنازة ، إذا كانت صالحة قربتموها إلى الخير ، وإن كانت شر تضعونه عن رقابكم .... رواه الجماعة
وفى فتوى للشيخ حسنين مخلوف (3) ، قال :
كثر إدعاء الناس حدوث بعض الحالات للموتى فى بلادنا وبخاصة للمنتسبين للفرق الصوفية ، وهذا ليس من أصل الدين ، فلم يرد فى الكتاب ولا السنة مايشير إلى وقوع مثل ذلك لنبى أو ولى لافى الأمم السابقة ولا هذه الأمة ولاحدث هذا فى الصدر الأول للإسلام وهو خير القرون وأفضلها من صحابى أو  تابعى ولاعن إمام من أئمة المسلمين ...
وفى النهاية
-       السيدة صالحة ، نعم ... ولكن مثلها مثل خلق الله تعالى لاتنفع نفسها ولاتضر مادامت أصبحت فى عداد الأموات وعادت الروح لبارئها
-       إذا كانت السيدة قادرة على ... وهذه تخاربف .... أن توقف جنازتها حتى يأتى ابنها فلماذا لم توقف موتها أصلا حتى يأتى وتراه ثم تتوفى بعد ذلك ؟!
-       بل لماذا لم تمتنع من الغسل  او رفضت ان توضع اضلا فى النعش ؟!
-       الكم الهائل من المشيعين أليس فيهم رجلا رشيدا يعترض على هذه الخرافات ؟!
-       وأحمل الشيخ الذى صعد على منبر مسجد ونشر هذه الخرافة أنه ينشر الخرافات التى ليس لها أصلا فى الدين
ادعو لاستعمال العقل فديننا يحث على استعمال العقل ... والرجوع لامهات الكتب وفتاوى علماء الدين فى أمو ديننا ودنيانا حتى لانرتكب معصية حتى ولو كانت صغيرة .
فلا نستهتر بصغر الذنوب فمعظم النار من مستصغر الشرر
***********************************************
المراجع
(1)        http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=77266
الميت لا يتحكم في سير الجنازة -الأحد 24 شعبان 1427 - 17-9-2006
رقم الفتوى: 77266 - :76529، 71487، 44259، 20372. 
(2)        الابداعات فى مصادرالابتداعات – بدع المقابر والجنائز والمآتم / على أحمد عبد العال الطهطاوى .- بيروت : منشورات محمد على بيضون ، دار الكتب العلمية 1987
(3)        فتاوى شرعية – الشيخ حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية الاسبق – المصدر السابق
(4)        برجاء الرجوع الى :
-       الشرح الممتع فى زاد المستنقع للشيخ بن عثيمين كتاب الصلاة كتاب الجنائز
-       التذكرة للامام القرطبى





الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

اشتياق وكبرياء


اشتياق وكبرياء
زرقاء اليمامة جيهان الثلاثاء 13/11/2018م
أغمضت عيناها تلتمس سنة من راحة النفس المشتاقة إليه ... تشتاق للهدوء كما تشتاق إلى صخب صوته ...
تنهدت تنهيدة عميقة .... تذكرت فيها كلمات الغزل منه لجمال عينيها ... فتحت عيناها ببطء ... تنظر للاشئ ... للفراغ .... ولكن أصابها الذهول ونظرت نظرة تعجب .... أنه يقف أمامها ... هل هذا حلم ؟!!
هل أنت أمامى حقا ؟!! ...هل أنت حقيقة أم خيال ؟!!
تسآلت بلهفة وشوق ... كانت كالمغشي عليها ... ظل ينظر إليها بشوق ... وعينه تبعث اعتذارا للابتعاد ... اعتلت وجهه ابتسامة خفيفة .... يأمل الغفران
عادت لسؤالها :
هى : هل أنت حقيقة أم خيال ؟! ... هل أنت من يقف أمامى ؟! ... أم أنى أحلم حلم كل يوم ؟!
هو : بل أنا ... أنا حبك وأملم أقف أمامك ... لست خيالا ... لست حلما .
هى : لا .. أنت حلم كل يوم ... أراك وحدى ... ولا أحد يراك غيرى .
هو : بل أنا .. أنظرى جيدا ... هذه يدى .. ألمسيها حتى تتأكدى أنى حقيقة ... هيا مدى يدك ... هاهى يدى
رفعت يدها فى بطء ، وهى فى حالة عجيبة مابين الذهول وعدم التصديق ... قربت يدها من يده ... وقربت ... واقتربت ... وقبل أن تلمس يداه ... أفاقت تذكرت وهى تسير معه تستند على ذراعه ، فقد كان سندها ... وهى تحتضن زنده بكفها ... فقد كان حياتها ... بل كل حياتها .
تقهقرت إلى الخلف ، تبحث بيدها على مقعدها ... تستند عليه ، فهو سندها الأن ... مالت برأسها تحاول أن تلقى بها على كتفيها فربما يعود لها الآمان الذى احسته معه
قال : مابك ؟! ألا تصدقين أنى أمامك ؟!
قالت : لا ... لا .... لاأصدق ... لا أصدقك فكم وعدتنى وخالفت ... كم أقسمت وحنثت
قال : جئت لأوفى .... جئت لأحقق قسمى .
قالت  : - وهى تنظر له ، بل لطيفه – ماذا توفى ؟! عهدا قاطعته بل قطعته .... وعدا وخالفته ....
قال : جئت لأوفى ...
قالت : هجرت وتركت ... دون سابق إنذار ... دون مقدمات دون أن تعيرنى اهتماما ...
قال : لم أهجر ... لم أترك ... بل ابتعدت خوفا عليك .
قالت متسألة فى عجب : خوفا على !! ممن ؟! ... منك ؟! ... أم من وهم عشت فيه معك ؟! ممن ... ولمن ... عليك أم منك ؟!
قال : بل جئت من أجلك ... جئت لعينيك يا فاتنتى .... جئت شوقا لضحكتك ..
ضحكت ساخرة ... ضحكة بها كل الوجع ، وقالت :
جئت من أجلى بعد هجرك لى !
جئت لعينى بعد جرحك لى !
جئت حتى ترى دمعا فى مقلتى !
جئت تسمع ضحكاتى ! ... هيا استمتع بضحكات كلها ألم ووجع
قال : لم أكن بخير ..... فابتعدت
كنت متعبا .... ففارقت
كنت مرهقا .... فاللراحة التمست
رفعت رأسها فى كبرياء وأشارت له قائلة :
لا ... لا سيدى وليس لى سيدا على عمرى سواك
لا ... يا أملا ضاع فى سماء هواك
لا .... ياعشقا وليس لى عاشقا لأيامى إلاك
لا ... ياوهما عشته مرددة ما أحلاك ارحل
أحبك ... نعم ... أحبك ... ولكنى لاأريدك ... لن أعود إليك
تقول أنك لم تكن بخير ... حرمتنى من أن أجعلك بخير
تقول كنت متعبا ... منعتنى من أن أكون راحتك
تقول كنت مرهقا ... فمع من تشعر براحتك سواى
لا ... ابتعد بارهاقك وتعبك الواهى ... فأنا أكثر منك ارهاقا بك ... وأشد تعبا منك
ارحل ... ارحل يا أنا
ارحل ... لكنك لن تكون بخير ... فلن يساعدك سواى
ارحل ... لكنك ستظل متعبا ... فلن تجد الراحة إلا معى
ارحل ... لكنك ستظل مرهقا ... فلن تجد آمان بدون حنانى
ارحل ... وستظل طيفا أحادثه وحدى
ارحل .... فكبريائى أكبر من اشتياقى



الاثنين، 5 نوفمبر 2018