الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018

اشتياق وكبرياء


اشتياق وكبرياء
زرقاء اليمامة جيهان الثلاثاء 13/11/2018م
أغمضت عيناها تلتمس سنة من راحة النفس المشتاقة إليه ... تشتاق للهدوء كما تشتاق إلى صخب صوته ...
تنهدت تنهيدة عميقة .... تذكرت فيها كلمات الغزل منه لجمال عينيها ... فتحت عيناها ببطء ... تنظر للاشئ ... للفراغ .... ولكن أصابها الذهول ونظرت نظرة تعجب .... أنه يقف أمامها ... هل هذا حلم ؟!!
هل أنت أمامى حقا ؟!! ...هل أنت حقيقة أم خيال ؟!!
تسآلت بلهفة وشوق ... كانت كالمغشي عليها ... ظل ينظر إليها بشوق ... وعينه تبعث اعتذارا للابتعاد ... اعتلت وجهه ابتسامة خفيفة .... يأمل الغفران
عادت لسؤالها :
هى : هل أنت حقيقة أم خيال ؟! ... هل أنت من يقف أمامى ؟! ... أم أنى أحلم حلم كل يوم ؟!
هو : بل أنا ... أنا حبك وأملم أقف أمامك ... لست خيالا ... لست حلما .
هى : لا .. أنت حلم كل يوم ... أراك وحدى ... ولا أحد يراك غيرى .
هو : بل أنا .. أنظرى جيدا ... هذه يدى .. ألمسيها حتى تتأكدى أنى حقيقة ... هيا مدى يدك ... هاهى يدى
رفعت يدها فى بطء ، وهى فى حالة عجيبة مابين الذهول وعدم التصديق ... قربت يدها من يده ... وقربت ... واقتربت ... وقبل أن تلمس يداه ... أفاقت تذكرت وهى تسير معه تستند على ذراعه ، فقد كان سندها ... وهى تحتضن زنده بكفها ... فقد كان حياتها ... بل كل حياتها .
تقهقرت إلى الخلف ، تبحث بيدها على مقعدها ... تستند عليه ، فهو سندها الأن ... مالت برأسها تحاول أن تلقى بها على كتفيها فربما يعود لها الآمان الذى احسته معه
قال : مابك ؟! ألا تصدقين أنى أمامك ؟!
قالت : لا ... لا .... لاأصدق ... لا أصدقك فكم وعدتنى وخالفت ... كم أقسمت وحنثت
قال : جئت لأوفى .... جئت لأحقق قسمى .
قالت  : - وهى تنظر له ، بل لطيفه – ماذا توفى ؟! عهدا قاطعته بل قطعته .... وعدا وخالفته ....
قال : جئت لأوفى ...
قالت : هجرت وتركت ... دون سابق إنذار ... دون مقدمات دون أن تعيرنى اهتماما ...
قال : لم أهجر ... لم أترك ... بل ابتعدت خوفا عليك .
قالت متسألة فى عجب : خوفا على !! ممن ؟! ... منك ؟! ... أم من وهم عشت فيه معك ؟! ممن ... ولمن ... عليك أم منك ؟!
قال : بل جئت من أجلك ... جئت لعينيك يا فاتنتى .... جئت شوقا لضحكتك ..
ضحكت ساخرة ... ضحكة بها كل الوجع ، وقالت :
جئت من أجلى بعد هجرك لى !
جئت لعينى بعد جرحك لى !
جئت حتى ترى دمعا فى مقلتى !
جئت تسمع ضحكاتى ! ... هيا استمتع بضحكات كلها ألم ووجع
قال : لم أكن بخير ..... فابتعدت
كنت متعبا .... ففارقت
كنت مرهقا .... فاللراحة التمست
رفعت رأسها فى كبرياء وأشارت له قائلة :
لا ... لا سيدى وليس لى سيدا على عمرى سواك
لا ... يا أملا ضاع فى سماء هواك
لا .... ياعشقا وليس لى عاشقا لأيامى إلاك
لا ... ياوهما عشته مرددة ما أحلاك ارحل
أحبك ... نعم ... أحبك ... ولكنى لاأريدك ... لن أعود إليك
تقول أنك لم تكن بخير ... حرمتنى من أن أجعلك بخير
تقول كنت متعبا ... منعتنى من أن أكون راحتك
تقول كنت مرهقا ... فمع من تشعر براحتك سواى
لا ... ابتعد بارهاقك وتعبك الواهى ... فأنا أكثر منك ارهاقا بك ... وأشد تعبا منك
ارحل ... ارحل يا أنا
ارحل ... لكنك لن تكون بخير ... فلن يساعدك سواى
ارحل ... لكنك ستظل متعبا ... فلن تجد الراحة إلا معى
ارحل ... لكنك ستظل مرهقا ... فلن تجد آمان بدون حنانى
ارحل ... وستظل طيفا أحادثه وحدى
ارحل .... فكبريائى أكبر من اشتياقى