الخميس، 11 يوليو 2013

أقبلت يارمضان هذا العام حزينا



أقبلت يارمضان هذا العام حزينا
التعليق على الأحداث بعد 30 يونيو 2013م





 عندما كنت صغيرة كنت أرى أمى – رحمها الله – تجهز منزلنا بالتنظزيف ، والاعداد بكل ماهو جديد .. من ستائر أو ملائات للآسرة ... مأكولات .. حلويات ... فوانيس رمضان التى تضاء بالشموع .. وكانت – رحمها الله تفعل هذا بكل فرح .. وبكل الحب .. وكانت تردد وهى تعمل فى بيتنا المتواضع .. رمضان جانا .. أهلا رمضان
وتطلب منا أن نغنى معها ... من تصرفات أمى – رحمها الله – وفرحها ظننت أن رمضان هذا شخصا قريبا لنا .. من عائلتنا .. ومن تصرفاتها ايضا التى كانت تلفت نظرى وبخاصة إذا حاولنا الأكل فى نهار رمضان .. كانت تقول : لا تفطروا رمضان يزعل ... إذا حاولنا الشجار – مشاجرات أطفال – كانت تنهى الشجار بكلمة : لا يا أولاد رمضان بيحب التسامح .. ومش بيحب إن الإخوات يزعلوا من بعض ..
وقتها كنت أتشوق لرؤية رمضان .. وكنت أتساءل : من هو ؟ ... ماهو شكله ؟ ... وهل هناك شخصا بهذا الكرم وهذا التسامح وهذه الطيبة ؟
وكبرت وفهمت .. وعرفت ... أن شهر رمضان هو الشهر الذى أنزل فيه القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185)
الشهر الذى يصلى فيه الناس صلاة التراويح ويعتكفون فى العشر الأواخر منه ...  هو الشهر الذى يجزى الله فيه على الصوم ... لانه الركن الرابع من اركان الاسلام .. فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نِيَ الإسلامُ على خمسةٍ . على أن يُوَحَّدَ اللهُ . وإقامِ الصلاةِ . وإيتاءِ الزكاةِ . وصيامِ رمضانَ . والحجِّ ، فقال رجلٌ : الحجُّ وصيامُ رمضانَ ؟ قال : لا . صيامُ رمضانَ والحجُّ . هكذا سمعتُهُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .( صحيح مسلم / 16 )
تذكرت أيضا تجمعنا على الافطار وكيف كنا نهنئ بعضنا البعض .. جيران أخوة .. عائلة .. ويرسل كل بيت طبق الحلويات الرمضانية ... تعطيه لنا امنا – رحمها الل- وتقول : دا طبق أم سمية .. دا طبق أم عادل .. وهكذا ..وترسله معنا نعطيه بكل حب ومع إبتسامة جميلة ...
هذا العام تلاشت هذه الذكريات الجميلة أصبحت سرابا .. ضاعت وسط هذه الأحداث ... أنا لاأؤيد أو أعارض فى هذا المقال فرأى معروف أنى مع التيار الإسلامى .. ولكنى حزينة على دماء شباب أريقت على تراب مصرنا الحبيبة ...
لم نستقبل رمضان هذا العام بالفرحة بل استقبلناه بالشقاق ....
لم نرحب بالصيام لأننا أستحللنا دم بعضنا البعض ...
لم نتبادل الحلويات بل تبادلنا زجاجات الملوتوف والأعيرة النارية ....
لم نبدأ شجار الأطفال بل نفذنا قتال الأشقاء ...
واأسفاه يارمضان لم نقدرك هذا العام ..
واأسفاه يارمضان لم نهديك إلا دماء
لأول مرة أحمد الله أن أمى ماتت قبل أن ترى هذا اليوم ...
وهنا أتساءل هل هذا العام لن ننفذ من رمضان سوى الامتناع عن الطعام والشراب ؟!