الجمعة، 24 يناير 2014

يوميات شهيد ... فى ذكرى 25 يناير





تمر علينا ذكرى 25 يناير ونتذكر الشهداء من شبابنا .. ومن روح هذه الأيام أسرد لكم هذه القصة

تلاقيا فى ميدان التحرير .. ميدان الشهداء والأحرار .. هتفا معا ضد الظلم والفساد .. طالبا بالحرية .. قد نالهما الظلم معا .. لم يفرق بينهما الفساد .. سمير ومحمد .. صديقا البطولة والحرية .. نقص عليكم قصتهما ...
محمد شاب ملتحق بكلية الفنون الجميلة ... ظل يحلم بأن يرسم لمصر لوحة رائعة الجمال يتهادى فيها النيل بمياهه الرقراقة الزرقاء .. وسماء صافية تزينها السحب البيضاء .. تظهر على مد البصر الحقول الخضراء تمايل أغصانها النسمات حاملة الخير لمصر وللمصريين .
ظل يحلم ويحلم ... يذهب لصلاة الجماعة مع كل صلاة مكتوبة ... يصلى لله ما فروضه عليه .. ويجلس ويستمع للإمام عندما يقرأ قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً } النساء 58
وينظر حوله أين هذه الأمانات التى ترد إلى أهلها والناس من حوله يشتكون أن حقهم قد أهضم ... أين حكم العدل وهناك أناسا يعيشون فى ظلم ... ظلم فى التعليم .. فى المعيشة .. فى مقدراتهم المالية .. ظلم فى أماكن سكناهم ..
يا الله متى ينتهى هذا الظلم ... يصلى المغرب ويسير ... تقوده قدماه إلى كونيش النيل ... يجلس على أريكة من الأرائك الموجودة على شاطئيه ... يفرد قدمه ويمددها عسى أن يجد الراحة فيها ولكن كيف تأتى راحة الجسم والنفس متعبة ... يتنهد تنهيدة عميقة ويرى أمامه شاب تبدو عليه ملامح التعب والإرهاق ... ما هذا الشاب يترنح .. سيسقط ... يقفز بكل ما أوتى من قوة يلحق الشاب ويجلسه بجواره .... ما بك ؟ ... يسأله متلهفا ... هل أنت مريض ؟.... هيا نذهب إلى المستشفى ... يبتسم الشاب ابتسامة متعبة ... ويأخذ على يد محمد ويقول له ... لا أنا بخير ولكنى أمر بنوبة تنتابنى لأنى مريض بمرض السكر ... سأله متلهفا .. هل تريد أن نذهب إلى المستشفى لتلقى العلاج ... قال له : لا ... معى حقنة أنسولين ساعدنى حتى أخذها ... وبعدها أذهب إلى مهمتى الصعبة ... ساعده فى أخذ الحقنة ... وتابعه وهو يغرسها فى فخذه ... وظل يتسأل فى نفسه .. يا ترى ما هذه المهمة الصعبة التى سوف يذهب إليها.
قال له محمد : هل أنت بخير ... قال : نعم ، أنا بخير ولن أنسى جميلك هذا ... سأله مترددا ... أخى هل لى أن أسألك ما هى هذه المهمة الصعبة التى أخبرتنى بها ... وما هى أهميتها حتى أن تترك فراشك وأنت مريض لتنجزها ؟ ....
قال له : نجتمع نحن الشباب لعمل مظاهرة سلمية ألم تسمع عنها ؟! ... قال له محمد : بل وانا مشترك بها أيضا وهذا تبع جامعتى .. لم أعتقد أن هناك شبابا أخر معنا ... قال له : أنا أعمل موظفا فى مصلحة حكومية وقد جمعنا أنفسنا نحن ومن نعرفهم من الشباب حتى نحدد موعدا لخروجنا ....
تعارفا على بعض .. أنا سمير ، وأنا محمد ... تبادلا أرقام الهواتف ... وافترقاء على لقاء ... دعا محمد كل الشباب من معارفه ... وحذا حذوه سمير ... اجتمع الشباب فى منزل محمد وتكاتفت الجهود ... استجمعت الهمم ... حددوا موعدا يوم 25 يناير فى التحرير ...
عج الميدان بالشباب ... من كل أرجاء مصر ... علا صوت الهتافات التى تناهض الظلم والعدوان ... كان فى المقدمة سمير ومحمد يهتفان بحماس ويردد وراءهم الشباب بحماس ... فتية وفتيان ... حملوهم على الأعناق ... يهتف سمير ... يردد عليه محمد ...
وفجأة أمطرت الدنيا بالرصاص .. رصاص يستهدف قلوبا متحمسة ... يصوب نحو أنفس حرة طاهرة ... يطلق على أصوات تعالت يريد إخراسها ...
الشابان يسقطان مدرجان فى دمائهما ... يزحفان كى يعانق كل منهما الآخر ... يمدا الآيادى ... تتعانق الاكف ...
يقول محمد : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... وينظر إلى سمير فيجده يحرك يديه بعلامة الصليب ... يدهش .. سمير مسيحى ؟! .... ولكن لا يهم الآن فقد فاضت روحيهما فى هذه اللحظة .. لم يفرق الرصاص الغادر بينهما
                       لم يفرق دم المسيحى مع دم المسلم وهو ينساب ويختلط على الارض