غيرة الرجال وهذا الزمان

مقال للاستاذ الفاضل عبد ه القطان 

زرقاء اليمامة 16/8/2018

ﻣﻦ ﻓﺘﺮﺓ قريبة ... ﺷﺎﺏ ﻃﻠﻖ ﻣﺮﺍﺗﻪ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺪﺧﻠﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻔﻖ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﻣﺤﺠﺒﺎﺕ عشان تكون حشمة ... ﻗﺎﻟﺘﻠﻪ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻧا ﻫالبس زي ما انت عايز ... ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺍﺡ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻓﻴﺮ ﻟﻘﺎﻫﺎ ﻻﺑﺴﺔ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺍﻟﺼﺪﺭ " ﻭﻟﻤﺎ ﺃﺻﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺴﺘﺎﻥ يتغير او ﻳﺘﻘﻔﻞ .. ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻗﺎﻟﻮﻟﻪ ﻣﺘﺒﻘﺎﺵ مقفلها اوي كدا .. هي ليلة ﻭتعدي ... ﻟﻜنه أصر .. ﻭﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻣﻊ ﺭﻓﻀﻬﺎ هي وعيلتها ﻃﻠﻘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻮﺍﻓﻴﺮ "

الراجل دا عمل صح واللا غلط ؟ انا من وجهة نظري كراجل شرقي من ناحية ومتدين من ناحية تانية انه صح الصح كمان وما بني على باطل فهو باطل .. ﻓﻜﺮﺓ إن ﻣﺮﺍﺗﻰ ﻣﺶ ﻓُﺮﺟﺔ ﻟﺤﺪ دي فكرة الغيرة المحمودة والمطلوبة واللي المفروض انها تفرح الستات والبنات مش تضايقهم ... ﻳﻌﻨﻰ ﻣﻴﻨﻔﻌﺶ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﻔﺮﺡ ... ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺤشمة ﺍﻟﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻧﺎ متربيين عليها ﻭﻧﻘﻮﻝ أهي ﻟﻴﻠﺔ ﻭﻫﺘﻌﺪﻯ ... ﺃﻋﺮﻑ ﻋﺮﻳﺲ ﻭﻋﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﺧﺘﺎﺭﻫﻢ ﻫﻤﺎ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ .. ﻭﻫﻤﺎ ﺭﺍﺟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻓﻴﺮ عربيتهم وقعت في ترعة في طريق الزفة ...

ﻣﻦ ﺃﻛﺘﺮ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺰﺓ ﺍﻧطفاء نار ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .. ﻳﻌﻨﻰ ﺗﻼﻗﻰ ﺍﻻﺏ ﻣﺜﻼً ﺳﺎﻳﺐ ﺑﻨﺎﺗﻪ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻠﻜﻮﻧﺔ بحمالات .. ﺍﻭ ﺑﺸﻌﺮﻫﻢ . ﺃﻭ ﻧﺎﺯﻟﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﺘﻌﺮﻓﺶ لابسين واللا قالعين ... ﻭكذلك ﺍﻻﺥ والزوج .. ما ﻔﻴﺶ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻭﻻ ﺭﻗﺎﺑﺔ ﻭﻻ ﺍﺳﺲ دينية او ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ

ﺯﻣﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺇﻥ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻃﺒﻊ ﻋﺮﺑﻰ ﺃﺻﻴﻞ
الراجل ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﺃﻥ حد ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺑﻨﺘﻪ أو أخته .. حتى ان ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻭﺃﺩ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ " ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ عالعرض والخوف من العار لما البنت تغلط ... ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻴﺸﺒﻬﻮﺍ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ " ﺑﺎﻟﺒﻴﻀﺔ " ﻭﺩﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺒﻴﻀﺔ مكنونة مافيهاش فتحة ولو ضيقة عشان ﺗﺼﻮﻥ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ .. الخالق سبحانه وتعالى في ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ لما وصف بنات الحور قال " ﻛﺄﻧﻬﻦ ﺑﻴﺾٌ ﻣﻜﻨﻮﻥ
ﺣﺘﻰ أن السيدة ﻋﺎﺋﺸﺔ أم المؤمنين كانت تستحضر ﻏﻴﺮﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صل الله عليه وسلم ﻭﻫﻮ ﻣﻴﺖ ... ﺍﺫ ﻟﻤﺎ ﺩُﻓﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺇﻻ ﺑﺤﺠﺎﺑﻬﺎ ‏)

ﻭﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺯُﻓّﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺱ، ﻓلما استقبلها ﻘﺎﻡ فأنزل عروسه ثم ﻘﺘﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻛﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ، ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ ﻋﻦ ﺳﺮِّ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﺴﺎﺋﺲ ﻣﻜﺎﻥ ﺟﻠﻮسها ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺩﺍﻓﺌﺎً !

ﻭمن ﺄﻏﺮﺏ ﺍلقصص ﺍﻟﻠﻰ ﺗﻮﺭﻳﻚ ﻓﻌﻼً ﻗﺪ ﺍﻳﻪ كانت ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ومنهج حياة " قصة ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﻘﺪﻣﺖ بوكيل ينوب عنها أمام مجلس ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻱّ ﺳﻨﺔ 286 ﻫـ ﻓﺎﺩّﻋﻰ ﻭﻛﻴﻠﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻤﻮﻛِّﻠﺘﻪ لها ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺧﻤﺴﻤﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ‏( هي ﻣﻬﺮﻫﺎ ‏) ﻓﺄﻧﻜﺮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ذلك ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ : أين ﺷﻬﻮﺩﻙ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﺣﻀﺮﺗﻬﻢ . ﻓﻄﻠﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ النظر ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ليتعرف عليها ويشير ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ، ﻓﻗﺎﻝ القاضي ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ : ﻗﻮﻣﻲ ؛ ﻓﻘﺎم الزوج منتفضا وقال غاضبا : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻮﻥ ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ : سينظر الشهود ﺇﻟﻰ اﻣﺮﺃﺗﻚ ﻛﻰ ﻳﻌﺮﻓﻮﻫﺎ "
• ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺰﻭﺝ : ﺇﻧﻲ ﺃُﺷﻬﺪ الله وأقر ﺃﻥّ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺪّﻋﻴﻪ ﻭﻻ ﺗُﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ .
•ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ : وإﻧﻲ ﺃُﺷﻬِﺪ الله وأقر ﺃﻧﻲ ﻭﻫﺒﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﺮ ﻭﺃﺑﺮﺃﺕُ ﺫﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭإني أشهد الله وأقر أني ﻗﺪ ﺃُعجبت ﺑﻐﻴﺮﺗﻬﻤﺎ وليكتب ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ

وﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘَﻴِّﻢ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - " ﺇﺫﺍ ﺗﺮﺣﻠﺖ ﺍﻟﻐَﻴْﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠْﺐ، ﺗﺮﺣﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒَّﺔ، وﺗﺮﺣﻞ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ ﻛﻠﻪ "
فﺍﻟﻤﺒاﺩئ ﻻ ﺗﺘﺠﺰﺃ .. وﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻠﻰ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻭﻧﺨﻮﺓ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﻴﻘﺪﺭ ﻳﺼﻮﻥ ﺃهل بيته ﻭﺯﻯ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺮِّﺟَﺎﻝَ ﺍﻟﻨَّﺎﻇِﺮِﻳﻦَ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎ ﻣِﺜْﻞُ ﺍﻟﻜِﻼَﺏِ .. ﺗَﻄُﻮﻑُ ﺑِﺎﻟﻠَّﺤْﻤَﺎﻥِ
ﺇِﻥْ ﻟَﻢْ ﺗَﺼُﻦْ ﺗِﻠْﻚَ ﺍﻟﻠُّﺤُﻮﻡَ ﺃُﺳُﻮﺩُﻫَﺎ ... ﺃُﻛِﻠَﺖْ ﺑِﻼَ ﻋِﻮَﺽٍ ﻭَﻻَ ﺃَﺛْﻤَﺎﻥِ

وأخيرا أحب أقول للذكور ﺑﻄﻠﻮﺍ ﺩﻳﺎﺛﺔ ﻭﻛﻮﻧﻮﺍ ﺭﺟﺎلا
واحب أقول عن عرب الجاهلية ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻋﺎﺩﺍﺕ الجاهلية ﺯﻯ ﺍﻟﻮﺋﺪ ﻭﺍﻣﻮﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺩﻯ ... ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻯ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﺨﻮﺓ ﻣﺒﻘﺘﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻼﺳﻒ
ﻻﺯﻡ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻨﺎ ﻳﺒﺺ ﺟﻮﺍﻩ .. ﻭﺍﻟﻠﻰ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﺧﺖ ﺍﻭ ﺯﻭﺟﻪ او ابنة ... ﻻﺯﻡ ﻳﺒﻘﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﺷﻮﻳﺔ ﻧﺨﻮﺓ .
اﺳﺘﺮﺟﻠﻮﺍ ﺷﻮﻳﺔ ... واستقيموا يرحمكم الله