الجمعة، 24 أغسطس 2018

من هو الذبيح ؟

من هو الذبيح ؟
الذبيح ما بين اسماعيل واسحاق عليهما السلام
زرقاء اليمامة جيهان الخميس 2018/8/23
بداية كل عام وانتم بخير وكل عيد أضحى وأنتم والأمة الإسلامية بكل الخير والهناء
مقالى هذا ردا على من نشر على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى بعنوان : من هو الذبيح ؟
يبدأ الكلام بأن العلماء انقسموا إلى فريقين فى هذ المسألة :
الأول : يقول أنه اسحاق عليه السلام ومنهم العباس وابنه عبد الله ، وعمر بن الخطاب وابنه عبد الله ، وعلى بن أبى طالب وابن جرير الطبرى والقرطبى .
الثانى يقول أنه اسماعيل عليه السلام ومنهم سعيد بن المسيب ، ورواية عن ابن عباس والحسن البصرى والبغوى والامام أحمد بن حنبل وابن القيم .
ويتابع استاذنا الفاضل ويقول أن من أخذتهم العصبية العربية هى التى تحكم فى أن اسماعيل عليه السلام هو الذبيح ، وأردف كأن اسحاق عايه السلام ليس نبيا واستشهد بالصلاة الابراهيمية .
 وأخيرا طالب أن نطرح سؤال من هو الذبيح جانبا ونذبح ونتقرب من الله ولانشغل بالنا بهذه المسألة .
حسنا......... نأتى لردى المتواضع وبعيدا عن التعصب للعربية ، أو أى انتماءات لتيارات معينة ... بل ردا من انسانة مسلمة .
وجدت ما ذكره  السيد الفاضل وكامل الاحترام له فى كتاب  (( الكامل فى التاريخ لابن الأثير )) ، ونقسم المقال إلى ثلاث أجزاء :
الاول : عن اسحاق عليه السلام
الثانى : عن اسماعيل عليه السلام
الثالث : الرد
وهذا كى نصل للنتيجة العقلية والمنطقية والدينية لهذه المسألة
- الأحاديث التى ذكرت أن اسحاق عليه السلام هو الذبيح :
===========================
استند الفريق الاول على حديث الأحنف عن العباس عبد المطلب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث ذكر فيه وفديناه بذبح عظيم هو اسحاق.
وحديث آخر عن عمرو بن أبى سفيان عن أبى سفيان عن أبى أسيد أبن جارية الثقفى أن كعبا قال لأبى هريرة ألا أخبرك عن اسحاق بن إبراهيم ..... الحديث
بحثت عن الأحاديث التى ذكرت أن اسحاق عليه السلام هو الذبيح ومدى صحتها ، وأعرض بعض منها :
1) عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم : أن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان .... الحديث
حكم الحديث .... ضعيف بهذا السياق - السلسلة الضعيفة للألبانى ص 337 .
2) الذبيح اسحاق .....
الراوى بن مسعود وأبو هريرة والعباس ... حكم الحديث موضوع ، جاء فى ضعيف الجامع للألبانى ص 3059 ، والسلسلة الضعيفة ص 332 .
3) قالوا يارسول الله من السيد ...... الحديث
الراوى عبد الله بن عباس  حكم الحديث اسناده ضعيف ، جاء فى فتح البارى لابن حجر العسقلانى
4) جاء رجل  إلى النبى صل  الله عليه وسلم فقال : أى الناس أكرم حسبا ...... الحديث 
ذكره ابن حجر العسقلانى فى الاصابة ، خلاصة حكم الحديث بغير اسناد .
وهناك الكثير من الاحاديث وادعو الاخوة والاخوات لمراجعتها وقد ارفقت المصدر سيجدوا ان الاحاديث كلها اما غير صحيحة او بدون اسناد ......
- الأحاديث التى ذكرت أن اسماعيل عليه السلام هو الذبيح :
============================
1) صح أن أعرابيا قال النبى صلى الله عليه وسلم يا ابن الذبيحين . فتبسم ولم ينكر عليه .
رواه معاوية بن أبى سفيان ، ذكره الزرقانى فى مختصر المقاضد , وحكم الحديث صحيح .
2) عن ابن عباس أنه اسماعيل عليه السلام ( أى الذبيح ) ... البداية والنهاية لابن كثير ( 150/1 ) خلاصة الحديث صحيح
وفى بحثى لم أجد إلا شرح لسورة الصافات ( 101 - 112 ) فى قصة الذبيح وتؤكد التفاسير أنه اسماعيل عليه السلام .
 (( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ( 112 )) برجاء الرجوع للتفسير
الذبيح اسحاق فى الكتاب المقدس 
===================
جاء فى سفر التكوين اصحاح 22

1 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا».
2 فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ».
6 فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.
7 وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبِاهُ وَقَالَ: «يَا أَبِي!». فَقَالَ: «هأَنَذَا يَا ابْنِي». فَقَالَ: «هُوَذَا النَّارُ وَالْحَطَبُ، وَلكِنْ أَيْنَ الْخَرُوفُ لِلْمُحْرَقَةِ؟»
8 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي». فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا.
9 فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ، بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ.
10 ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ.
11 فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا»
12 فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي».
13 فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ.




الرد














































































































































































































































































======
أن الذبيح هو اسماعيل عليه السلام والدلائل :
1) تفسير سورة الصافات من الآية 101 - 112 ( الرجوع لكتب التفاسير )
2) وفى موقع الاسلام ويب ردا على سؤال ما هى الدلائل على أن الذبيح هو اسماعيل عليه السلام ، فكان الرد أن الشيخ الشنقيطى أورد فى الأضواء - بايجاز - دل فى القرآن العظيم أن الذبيح اسماعيل عليه السلام فى موضوعين أحداهما فى سورة الصافات والأخر فى سورة هود .
ففى سورة الصافات موضعها فى قوله تعالى (( فبشرناه بغلام حليم ...... الأيات )) فهذه البشارة من الذبح والبشارة الأولى لابراهيم عليه السلام والبشارة الثانية فى قوله تعالى (( وبشرناه بإسحق نبيا بين الصالحين )) فتدل على أن البشارة الأولى هى فداء اسماعيل عليه السلام من الذبح ، والبشارة الثانية هى بشارة اسحاق وأنه نبيا من الصالحين .
أما الموضع الثانى فى سورة هود (( وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) 
 فكيف يكون اسحاق وحيده وبكره وكان اسماعيل عليه السلام ولد قبله ، والبشارة ان بعد اسحاق يعقوب فكيف يأمر الله بذبحه وبشره بالنسل .
واذا استعملنا العقل كما هو مطالب مننا وبخاصة لمن ينحازون لثوابت الدين ، السيدة هاجر هى التى انجبت اسماعيل عليه السلام وورد فى الأثر عن أهل الكتاب كذبا أن السيدة سارة غارت منها وأنها طلبت من الخليل إبراهيم عليه السلام أن يذهب بها بعيدا فذهب بهم إلى بكة أو مكة أو أرض فاران ، ومافعله إبراهيم عليه السلام هو أمر من الله تعالى كما ذكر البخارى - رحمه الله - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنها سألت إبراهيم عليه السلام وقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادى الذى ليس به أنس ولا أى شئ  ؟ قلت له مرارا وجعل لايلتفت لها . فقالت له : الله أمرك بهذا ؟ قال : نعم . قالت : إذا لن يضيعنا .
(( خرجنا عن الموضوع لكن كان لابد من المرور علي عذه النقطة لأنها شبهه من الشبهات ))
النهاية 
====
الذبيح هو اسماعيل عليه السلام بلا جدال أو نقاش والدلائل :
1) فى القرأن الكريم اسماعيل عليه هو بكر ابراهيم عليه السلام ووحيده  لانه ابن السيدة هاجر التى انجبت قبل السيدة سارة .
2) وفى السنة النبوية فأحاديث أن الذبيح اسحاق عليه السلام كلها إما موضوعة أو منكرة أو لاأصل لها .
3) قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ابن الذبيحين يقصد بهما اسماعيل عليه السلام وأبيه عبد الله الذى فداهما الله تعالى بذبح عظيم (( الاول كبش من السماء ، والثانى بمائة ناقة )) 
4) ماورده الكتاب المقدس دليل دامغ على أن الذبيح هو اسماعيل عليه السلام ، فقد ورد فى سفر التكوين (( خذ ابنك وحيدك الذى تحبه اسحق ... ))  فكيف يكون اسحاق عليه السلام بكره ووحيده وقد ولد قبله اسماعيل عليه السلام !!!!!
أما انقسام الصحابة على مسألة الذبيح فقد حسمها ابن كثير فى كتابه قصص الأنبياء ، فقال : { من قال أن الذبيح هو اسحاق فإنما تلقاه من نقلة بنى اسرائيل الذى بدلوا وحرفوا وأولوا التوراة والإنجيل }
أما الاتهام أن من يقول أن الذبيح اسماعيل عليه السلام فهذا يرجع لنزعة العصبية العربية وأنه يرفض أن يكون الذبيح اسرائيليا ، فهذا بهتان واتهام .
أولا : إذا اتهمنا من يقول ذلك بالعصبية العربية ، فليس علينا لوم أن نتهم الطرف الأخر أيضا بالعصبية للعرق السامى والتشدد لابنا يعقوب بن اسحاق سلالة اليهودية 
ثانيا : من المعروف أن يعقوب عليه السلام هو اسرائيل ، فقد قال الامام الشوكانى فى فتح القدير اتفق المفسرون هو يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام ، ومعناها عبد الله ... وذكره الله سبحانه وتعالى فى أي الذكر الحكيم فى سورة آل عمران ( كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (93)
أما اسرائيل الآن فهذه جنسية شيطانية على وطن مغتصب .
وأما بالنسبة للنزعة العربية فياسيدى إن اللغة العربية هى اللغة الأم والوطن والدين ، والدليل :
1) أول من نطق اللغة العربية الفصحى هو اسماعيل عليه السلام - الذبيح -
2) الدين الخاتم هو الاسلام ، والرسالة المحمدية خاتمة الرسالات السماوية وأتت بلسان عربى مبين ، تحدت جهابذة الشعر وناظمى المعلقات ولم يستطع أحد أن يأتى بسورة مثله أو حتى آية .
3) ثبت عن العلماء أن الله تعالى يقرأ القرآن على أهل الجنة - والقرأن باللغة العربية - وقد ذكر هذا الديلمى من حديث أبى هريرة ، والترمذى عن بريدة ، وأبو الفضل الرازى فى فضائل القرآن .
وأخيرا .. واعتذر عن الاطالة - قيل اننا لانهتم ولانشغل بالنا بهذه المسألة فنذبح ونحتفل !!!!!!!!!!!!!
كيف ؟!!!
ونحن مطالبون من مثقفينا أن نستعمل العقل وبخاصة ونتدبر العادات المتوارثة .. ولانتناقلها بدون وعى ... ها أنا ذا ابحث واستعمل عقلى ... يكفينى شرف المحاولة 
ملحوظة .... النحر من العبادات وليس من العادات
======================================================
المراجع 
- ابن الأثير . عز الدين أبو الحسن على - الكامل فى التاريخ - دار الكتاب العربى ، 1417 هـ = 1997 م .
- الدرر السنية - الموسوعة الحديثية ، الشيخ علوى بن عبد القادر السقاف .
- تفسير الكتاب المقدس ، العهد القديم ( سلسلة من تفسير وتأملات الأباء الأولين ) ، القمص تادرس يعقوب (( التكوين 22 - ذبح اسحاق ))
- الأدلة على كون الذبيح هو اسماعيل لا اسحاق . موقع الاسلام ويب ، الخميس 4 رمضان 1429هـ = 2008/9/4 ، رقم الفتوى 112167
- ابن كثير . أبو الفداء اسماعيل بن كثير - قصص الأنبياء ؛ تحقيق مصطفى عبد الواحد ._ ط1 ._ القاهرة : دار الكتب الحديثة ، 1388هـ = 1968م
- وانصح بالرجوع الى اسباب النزول للنيسابورى ، سيرة ابن هشام ، الرحيق المختوم للمباركفورى ، البداية والنهاية وقصص الانبياء لابن كثير، تفاسير القرأن الكريم