الخميس، 8 نوفمبر 2012

الإعجاز فى سورة الأنعام






بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد ,,,,
n   الإعجاز القرآنى فى  (( سورة الأنعام))
أولا : الجانب التفسيرى للسورة الكريمة
n سبب التسمية : الأنعام هى ذوات الخف والحافر من الحيوان ( الإبل والبقر والغنم ) وفَصلت السورة الحديث عن هذه الأنواع بطريقة متعددة الجوانب والأهداف .
n وقال أبو بكر بن مَرْدُوَيه : حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا إبراهيم بن دُرُسْتُويه الفارسي ، حدثنا أبو بكر بن أحمد بن محمد بن سالم ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثني عمر بن طلحة الرقاشي ، عن نافع بن مالك أبي سهيل ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة ، سَد ما بين الخَافِقَين لهم زَجَل بالتسبيح والأرض بهم تَرْتَجّ

n   فضل سورة الأنعام :يقول الشيخ محمود شلتوت :
تعرض سورة الأنعام أسلوبين مهمين ، هما : أسلوب التقرير وهو عرض للأدلة المتعلقة بوحدانية الله تعالى وإقراره بالملك والتصرف والقدرة والقهر .
{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3
n   {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام18
n    أسلوب تلقين الحجة وتتعدد جوانبها حتى لايجد من نناقشه بدا من الاستسلام لها ومنها
n          * حجج التوحيد والقدرة   {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأنعام12
n         * حجج الوحى وتوضيح مهمة الرسل وبخاصة الرسول عليه الصلاة والسلام  {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الأنعام162
n ويدل هذان الأسلوبان أنهما صدرا فى موقف واحد وفى مقصد واحد لخصم قوى فى عتوه ، فأستدعت القوة فى الحجة ودحض حجته بالأدلة والبراهين
n {وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ }الأنعام136

n   توضح هذه الآية تقسيم الكفار للحرث إلى قسمين :
n   التقرب لله تعالى عن طريق إكرام الضيف ومساعدة المحتاج
n   قسم لألهتهم تذبح على الأنصاب . ومع ذلك كانوا لايعدلون
n وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ { الأنعام 138

 يوضح فيها الله تعالى أنهم جعلوا الأنعام ثلاثة أقسام :
n   قسم لايؤكل منه إلا سدنة الأوثان والرجال دون النساء
n   قسم يحرم ركوبه (( البحيرة – والسائبة – والحامى ))
n   قسم لايذكر اسم الله عليه عند الذبح بل اسم آلهتهم .

ثانيا : الإعجاز القرآنى فى السورة الكريمة
n {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ }النحل66
n بطونه ... هذه كلمة بصيغة المذكر فنضع هنا تساؤلا ، لماذا قال الله تعالى بطونه بصيغة المذكر وليس بصيغة المؤنث فبرغم أن اللبن يخرج من ضرع الإناث وإذا نظرنا فى المصحف الشريف سنجد الكلمة وردت فى سورة المؤمنون
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ }المؤمنون21
الإجابة : 1) ماهية الأنعام
n   الأنعام من الحيوانات اللبونة ، اختصها الله تعالى بالقدرة
 على إفراز اللبن من بين فرث ودم لإرضاع صغارها .
n   تتوزع الأنعام على جميع بيئات الأرض فمنها من يعيش على :
n   اليابسة : ” الجمال – الأبقار – الغنم – الماعز – الزراف – الغزلان ... إلخ ”
n   الماء : الحيتان – الدلافين .
n   الهواء : الخفافيش .
n   ذوات الدم الحار التى تتميز بوجود غطاء من الشعر أو الصوف يغطى أجسادها .
2) تاريخ الثدييات على الأرض
n من العهد الجورى المبكر أى منذ حوالى 185 مليون سنة  والأنواع المعروفة الآن لايتعدى تواجده على الأرض 90 مليون سنة منذ بدايات العهد الطباشيرى المتأخر .
n هى من الثدييات آكلات الأعشاب ذات الحافر مزدوج الأصابع ، ميزها الله بالاجترار ، وجهازها الهضمى قادر على هضم الأعشاب وأوراق الأشجار والأعلاف الخشنة .
n زودها الله بقدر من الميكروبات التى تتواجد فى معدتها تساعدها على هضم المواد السيليولوزية المعقدة فى معدة الاجترار ، وتحول النتروجين العضوى الناتج من عملية تخمر الطعام إلأى أحماض أمينية .
بيولوجية خروج اللبن
n   الأنعام بكافة أنواعها ومنها الأبقار مثلاً
 هى حيوانات ثديية تتكاثر بالتزواج بين الذكر والأنثى .
 ونتيجة للحمل والولادة يحدث إدرار اللبن فى ضرعها وفى المصطلحات الفقهية تأكيداً لهذا المعنى ، فنجد فى قضايا الرضاع نقرأ كلمة (( لبن الرجل )) والمقصود بها لبن زوجته ، وأيضاً نقول أن فلان ولد فلاناً كما ذُكر فى القرآن الكريم {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ }البلد3
n والإعجاز العلمى فى ذِكر كلمة بطونها مرة وبطونه مرة فيما يخص الأنعام فخروج اللبن لايُستغنى بأحد الجنسين عن الآخر
n يتكون اللبن من البروتينات ، الكربوهيدرات ، الدهون ، الفيتامينات ، الماء ، وكل ذلك يستمد من غذاء الحيوان وشرابه ومن دمه .
n ضروع الأنعام خلقها الله تعالى رباعية التركيب ، تتدلى بأربطة خاصة من الحوض لدفعها عن الأرض ، وكل ربع يعل مستقلا فى انتاج اللبن ، يتكون من غدد لبنية مبطنة لجداره والمتصلة مع بعضها بالشعيرات الدموية المغذية لها ، وينتهى الضرع بالحلمة التى تمثل نهاية قناة اللبن والعضلات المتحكمة فيها ضوابط وراثية تحكم فى تدفق اللبن ، وتضبط غلقها حتى لاتتسرب إليها البكتريا