الاثنين، 23 مارس 2020

حسب ابن آدم آكلات

حسب ابن آدم آكلات
 زرقاء اليمامة جيهان الاثنين 24/3/2020
تمر البلاد بمحنة كبيرة وقد كتبت مؤخرا عن الشائعات والأخبار التى ليس لها مصدرا موثقا أو من جهة رسمية وأوضحت كيف تؤثر هذه الأخبار بالسلب مع الناس .
واليوم أتكلم معكم كمواطنة مثلكم ، والظاهرة التى سوف أتكلم عنها هى تخزين المواد الغذائية بطريقة جنونية وبزيادة عن حاجاتهم دون التفكير فى غيرهم .
لا أنادى بعدم الشراء ولكن أنادى بتقنين الشراء أى اشتري ما تحتاجه .
وللأسف على الجانب الآخر يظهر بعض التجار الذي تمكن منهم الجشع يغالوا فى ثمن المواد الغذائية .
نأخذ من رسول الله صلى  الله عليه وسلم قدوة فى مأكله فقد
روى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه))
والحديث يوضح كيفية المحافظة على الصحة أولا والاقتصاد فى الاكل وعدم الإسراف فيه وقد قال ابن رجب رحمه الله أن ها الحديث جامع لأصول الطب وقد قيل أن من يتأخذ هذا الحديث منهجا يسلم من الأمراض والأسقام .
وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم تطبيق هذا الحديث فلم يُكثر من تناول الطعام مع تنوعه ، بل كانت تمر الأيام الطوال دون أن يُطبخ فى بيت نساءه شئ وكان يكتفى بالخبز .
ونأتى لهدى الصحابة ونرى الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه يلزم كل أهل بيت عندهم من الأرزاق أن يقاسموا من أصابتهم المجاعة وهذا ما يسمى بالتكافل الاجتماعى الأن اترك لأخيك مايلزمه أيضا فلا يكون هناك ضررا لك ولاضررا له ، فلا تصرف كل أموالك على شراء المواد الغذائية واترك بعض الأموال لأى ظرف من الظروف الطارئة
أما التجار فأرجوكم قننوا بيع المواد الغذائية فيكفى كل فرد عدد محدد من أكياس الأرز مثلا أو الحبوب أو ... أو ....
واقتدوا بذى النورين عثمان بن عفان رضى الله عنه فعندما أصابت مجاعة المسلمين فى عهد الصديق أبا بكر رضى الله عنه فقد جعل قافلة من مائة بعير صدقة على فقراء المسلمين ، لا أقول تتصدق بكل ماعندك أيها التاجر الشريف بل اناشدك أن لاتُغالى فى الأسعار فمصر الأن تعتبر فى حرب ... وحربا نفسية أكثر
ولاتنسوا يا أهل مصر الحبيبة أن مصرنا كانت مصدر الغذاء للدول فى عام الرمادة .. وقبلها فى زمن يوسف عليه السلام
سننتصر وسنجتاز هذه المحنة بحبنا بعضنا البعض ، بتعاونا مع بعض ، بكثرة التصرفات الإيجابية ، باتباع التعليمات وبالأخذ بالأسباب  وبرفع روحنا المعنوية وسننتصر على هذا الفيروس اللعين بفضل الله ورحمته