الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

المرأة بين الليبرالية .... والسلفية



يدرك أعداء الإسلام أن الدور العظيم التى تقوم به المرأة المسلمة فى خدمة دينها يعتبر دورا هاما وله تأثير فى المجتمع الإسلامى ، ولذلك لاتتوقف رحى الحرب التى تدور تجاه المرأة المسلمة بهدف إفسادها ؛ لإنه إذا فسد الرجل فإنه يفسد نفسه أما إذا فسدت المرأة فإنها تفسد أسرة بكاملها ، وإذا فسدت الأسرة فسد المجتمع كله .

ومن وسائل محاربة المرأة المسلمة محاولة أعداء الله إخراجها من الإنتماء والتحاكم إلى شريعة الإسلام ؛ بزعم أن الشريعة قد أهدرت مكانتها وهضمت حقها ...هذه العبارات كانت ضمن كتابى عن المرأة فى الإسلام ... المرأة تلك المخلوق الذى تم ظلمه وتهميشه على مر العصور والأزمان ... خلقت من ضلع آدم عليه السلام ولم تُخلق معه من تراب ... لم ينفخ الله تعالى فيها الروح كما نفخها عز وجل فى آدم عليه السلام ...ولم يأمر تعالى الملائكة أن تسجد لها ... يقول الله تعالى ((  وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ )) [الحجر 28 : 29]

وبهذا اكتسبت الدونية من البشر ... وكانت دونيتها تبعا لكيفية خلقها ... تعالت عليها الأنفس والقامات وظنوا أنها بذلك أقل من آدم ... وتحول آدم عليه السلام إلى الرجل ... ونسوا ... أو تناسوا قول الله تعالى َ (( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) [النساء : 1]

هذه المرأة التى تم ظلمها فى الديانات الأخرى .. يقول ابن كثير (( فى كتاب التوراة الذى بين أيدى  أهل الكتاب أن الذى دل حواء على الأكل من الشجرة هى الحية فأكلت حواء عن قولها وأطعمت آدم عليه السلام )) } ابن كثير : قصص الأنبياء ص 20 " باب ماورد فى خلق آدم " { ومازالت هذه القصة تتردد إلى الآن تصحبها لعنات للمرأة ولحواء على أنها السبب فى الخروج من الجنة .. ناسين أيضا أن الحكمة فى خلق آدم أن الله جاعل فى الأرض خليفة ... وقد تم تبرءة حواء فى قوله تعالى
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ {[الأعراف : 20]

وتتوالى الاتهامات للمرأة على مر العصور والنظر لها بنظرة لاتتسم إلا منتهى الحقارة .. فكانت المرأة فى الكتاب المقدس أقل أهمية من الرجل ...} لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس مأذونا لهنّ ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس ايضا. { ((رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنثوس – اصحاح 14 ))

حتى أنها أيضا وصفت أنها نجس  .. وفى القانون الفرنسى الذى دعى للتحرير لم يشمل المرأة .. والحضارة الرومانية أساءت للمرأة وعاملتها أقل من العبيد } بحث المرأة فى الحضارات القديمة { وفى الجاهلية قبل الإسلام كان يتم وأد الإناث ...

وجاء الإسلام .. وبهذه الشريعة الصحيحة ... السليمة السالمة ... الخاتمة أنصفت المرأة من جميع ما أنصفت به الإنسانية .... عقيدة ..وفكر .. ومعاملات ...

هذه المرأة للأسف بعد كل ماذكرت وضعتها الأفكار هذه الأيام بين رحى الليبرالية والسلفية ... اتجاه ينادى بالحرية الكاملة .. واتجاه مضاد ينادى بالكمون الكامل ... نناقش ...

أولا الليبرالية ... التى تعنى الحرية والإنفتاح ويستخدم معتنقيها ألفاظا براقة .. تكريم المرأة ... إعلاء شأنها .. رفع مكانتها ... تحرير المرأة .... لكن  يكذبهم واقعهم فهم يحاربون المرأة فى هدم أخلاقياتها المرتبطة بالإسلام عقيدة وشريعة ... وحاربوا الحجاب والعفاف بدعوى حرية المرأة وحقوقها .. ولكن استخدموا هذا الإسلوب متنفس لشهواتهم ... ويهاجمون التيار الإسلامى مستخدمين أيضا المرأة ويتهمون هذا التيار أنه ينظر للمرأة كوعاء جنسى .. نأخذ شواهد من  مفكريهم حتى نرى أنهم  انفسهم معتنقى هذا التفكير ... نأخذ اعترافاتهم لعرض تلك الحرية الزائفة ... والحقوق المخجلة ... تقول الكاتبة السعودية أميرة القحطانى أنها عاشت كذبة كبيرة عندما اقتربت من هذا الوسط .. وقالت أنها صادفت كاتبا شهيرا يفتخر بمساعدة النساء لتكن أديبات ولكن بمقابل – والمقابل هنا طبعا معروف – ولم منه أى خجل فى إعلان هذا } مقال مع الإعتذار للمثقفين المحترمين ، صحيفة الجزيرة الثقافية ، الأثنين 3 / 11 / 2008 {

وليست الكاتبة هى الوحيدة التى قالت هذا ولكن هناك شهادات أخرى مثل  شهادة الكاتب د. محمد الأحمرى وغيره } مقال : لماذا لايثق الليبراليون بالليبراليات ؟ ، إبراهيم السكران الخميس 13 / 1 / 2011 {

ونتكلم الآن عن السلفية ... التيار الدينى الذى ينادى بتطبيق الشريعة الإسلامية – وأفتخر أنى انتخبت هذا التيار – لأننا كمصريين نريد تطبيق الشريعة الإسلامية ... نريد مجتمعا إسلاميا صحيحا يسير على نهج الرسول عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح ... وفرحنا كلنا بفوز  هذا التيار الإسلامى بعد ثورة 25 يناير ... ولكن يطالعنا على الفضائيات من تكلم عن المرأة ... فرض النقاب ... قبوع المرأة فى بيتها .... ترك من تحدث وصرح بهذه التصريحات أهم المسائل التى تتعرض لها البلاد .. تركوا اقتصادا منهارا ... وتكلموا على جلوس المرأة فى البيت بدون عمل ... ناسين أن المرأة فى مصر – أو أكثر نساء مصر – هن العائل الوحيد للأسرة لأنها مابين أرملة أو مطلقة وللأسف منهن متزوجات لكن أزواجهن مرضى .. أو لايعول الأسرة .... والمصيبة الأكبر أن هناك بعض الأزواج لايعمل ولايراعى حق زوجته أو أولاده ويترك الزوجة هى العائل  له وللأولادها ....

تركوا أمنا منهارا وغائب وتكلموا عن فرض النقاب .... ومصر بها 80% من النساء يرتدين النقاب أو الحجاب – لاداعى للرد على من يقول أنهن لايرتدينه لدواعى دينية أتكلم هنا عن الزى والله أعلم بالنيات –

تركوا بلدا تفتقر إلى دستور جديد ورئيسا يحكم بشرع الله تعالى .. وقالوا كل تصريحاتهم عن المرأة ... وأقول لهذا التيار الذى افتخر انى قلت له نعم فى الانتخابات ... أرجعوا للشريعة وللسيرة حتى تعرفوا أن الله لم يظلم المرأة .. وأنتم أدرى منى بذلك ....

والغريب الذى لاحظته ان الطرفين لم يتكلموا عن الشباب الذين يتسكعون فى الشوارع بالسيارات أو على الأقدام يضايقون الفتيات ويتعرضوا لهن ... للشباب الذين يرتدون زى المخنثين من جينز ساقط .. شباب لايعرف من هو مؤذن الرسول صلىى الله عليه وسلم .. لكن يعرف أى لاعب كرة قدم اسمه .. مبارياته عن ظهرقلب .. شباب يقلد المخنثين من المطربين ويقلدونهم حتى فى قصات الشعر .... حتى أنى رأيت يوما شبابا يصبغون شعرهم بألوان مختلفة ... لأن لاعب كرة صبغ شعره بهذه الصبغة .. وآخرون يقصون شعرهم بطريقة نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن القزع . قال عبيد الله : قلت : وما القزع ؟ فأشار لنا عبيد الله قال : إذا حلق الصبي ، وترك ها هنا شعرة وها هنا وها هنا ، فأشار لنا عبيد الله إلى ناصيته وجانبي رأسه } البخارى {