الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

مصر تنزف قتلى


 
 
 
مصر تنزف قتلى

تعليق على ماجرى من المذبحة الكروية يوم 1فبراير  2012م

وقفت شامخة آبية عبر العصور ... تعالت قامتها إلى السماء ... لامست جبهتها السحاب ... كانت حضارتها من أروع الحضارات وأقدمها ...  كانت ملتقى الثقافات ...فرعونية ... إغريقية ... رومانية .. وأخيرا إسلامية .

وصى الرسول عليه الصلاة والسلام بأهلها خيرا ((إنكم ستفتحون مصر . وهي أرض يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها . فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهرا . فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة ، فاخرج منها . قال : فرأيت عبدالرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة ، يختصمان في موضع لبنة ، فخرجت منها )) } رواه أبى ذر – مسلم 2543 {

وآمنها الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام حين قال لأبويه} فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ { [يوسف : 99[

تزوج منها الخليل إبراهيم عليه السلام ... وأنجبت هاجر إسماعيل عليه السلام الذى من سلالته خير الأنبياء ... أهدى مقوقس مصر للرسول عليه الصلاة والسلام السيدة ماريا وأنجبت له إبراهيم ... مصر جندها خير أجناد الأرض ... مصر أرض الكنانة ... مصر بها قاهرة المعز ... مصر هبة النيل ...مصر مقبرة الغزاة ... توالى عليها الغزاة والأعداء ولكن رجعوا خاسئين ... مهزومين .

كنت أراكى يامصر امرأة قوية ... عملاقة ... تقفين

كنت أراى وجهك الساطع بنور الإيمان ... تبتسمين

كنت أرى ذراعيك لأولادك ... تحتضنين

لم  تهزمك الأعداء ... كان أولادك يضمدون جراحك وأنتى تنظرين

كنت أم الدنيا ... والدنيا على صدرك ... تحتضنين

اليوم يامصر .. أراكى تنزفين ... أراكى تُطعنين

من أبنائك مرة باسم الفساد ... وتارة باسم حماية البلاد ... والآن بسبب أرض خضراء ... مستطيلة الأبعاد


أراكى الآن يامصر كسيرة ... لم تعد تطاول رأسك السحاب .. بل  طأطأت ... كنت أراكى عالية الهامة والقامة ... الآن القامة إنحنت ... تتوالى عليك الطعنات بلا رحمة ... بلا شفقة ...

جراحك تنزف قتلى ... أراكى تبكين دما... لادمعا ... أسمع صراخك ألما

الطعنات من ابنائك ... فهل اتفقوا على سقوطك ؟؟؟!!!

هل أصروا على إهانتك ؟؟!! ... هل اصروا على مماتك ؟؟!!

هزمتنى الرماة ... قهرتى الغزاة ... والآن ... الرماة أولادك ...الغزاة أبنائك ... الأعداء فلذة أكبادك

كنتى تنظرين لهم ... وتتفاخرين

كنتى تريهم أبطالا ... منتصرين

والآن ... تنظرى لهم جثثا ... جاثمين

عدد أبنائك القتلى يزداد يامصر ... فهل أوشكتى على الإنهيار ؟؟!! ... هل ستسقطين ؟؟ !!

لا .. وألف لا ... ومليون لا ... أنتى يامصر تاج العزة لها ... تُزينين

أنتى يامصر شامخة فلن .. تسقطين

أنتى يامصر سيدة الانتصارات فلن ... تنهزمين

أنتى يامصر تاج العلاء  ... وبدراتك للشرق تُزينين

هيا .. هيا ... لملمى جراحك ... ادفنى أبنائك ... ابكيهم ماشئتى البكاء .. تألمى ... لكن لن تنهزمين

أنت يامصر دائما مصرا ... أرض البطولات ... لن تكونى أرض الألام والدماء ... ستكونين دائما أرض الكنانة وللكنانة تحملين

لن تكونى على هامش الدنيا .. فأنت أم الدنيا ... ستظلين ... لن يجرى دمك على أرضك ... سيظل النيل وحده هو الذى يجرى ومن مياه العذبة ... ستشربين

هيا يامصر ... فلازال هناك الشرفاء بأيديهم ... ستنتصرين