الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

فتيات بورسعيد المُطلقات


 

نحن جميعا نعرف تاريخ بورسعيد ... بورسعيد الباسلة .. بورسعيد .. أرض البطولات ...

مرت هذه المدينة الباسلة بالحروب كلها التى تعرضت لها مصر الحبيبة منذ نكسة 1967م .. حتى حرب أكتوبر 1973م ... مرورا بحرب الإستنزاف .. وعاشت بورسعيد وذاقت مرارة سنوات الهجرة ...

ما أحلى أن تسير على دليسبس وترى السفن وهى تتبخر نحو الميناء ... ما أجمل أن تسير فى شوارع هذه المدينة الجميلة ... المسلة ... طرح البحر ... الثلاثينى .. وغيرها .. وغيرها هذه المدينة تتعرض لظاهرة خطيرة وهى زيادة نسبة عدد الفتيات المطلقات ... وأكرر الفتيات المطلقات .. لأنهن لم يتم الدخول بهن ... أى أن الفتاة تحصل على لقب مطلقة قبل الدخول بها .. قبل تحمل مسئوليات البيت والأسرة ... وقبل الدخول فى الخلافات الزوجية ..

والسبب – من وجهة نظرى – فى ازدياد نسبة عقد القران هى الحصول على الشقة التى تقدمها المحافظة للشباب ... فهناك شرطا للحصول عليها هو أن تُقدم وثيقة عقد القران – أو القسيمة – فى ديوان عام المحافظة حتى يأخذ الشاب دوره فى الحصول على الشقة من المحافظة ...

وليس سبيلنا هنا أن نناقش هذه اللمشكلة ... فهى مسئولية المحافظة .. وهى المتعهدة لحلها .. ولكن نناقش هنا .. لماذا يتلهف الشاب على عقد القران ؟؟ .. ولما تنتهى فترة عقد القران بالطلاق ؟؟

والسبب – كوجهة نظر – أن الشاب يرى الفتاة تعجب به ، ويعجب بها ... عاطفة بدون تفكير .. بدون حسن اختيار ... مبتعدين عن الاختيار الذى أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ورد فى صحيح البخارى أن تنكح المرأة لأربع حسبها ، و... وحتى وصل عليه الصلاة والسلام وقال : فاظفر بذات الدين تربت يداك .

ويذهب الشاب لأسرة الفتاة .. يتقدم .. يجلس الأهل من كلا الجانبين للاتفاق .. الشاب وأهله ينحصر تفكيرهم فى عقد القران من أجل تقديم على شقق المحافظة .. ناسين أى حق من حقوق الفتاة المادية والمعنوية ... ومن أجل أن تظهر أسرة الفتاة أنهم ... بيشتروا رجالة ... توافق الأسرة على عقد القران .. وبعدها .. وبعد أن تذهب السكرة ... تظهر عيوب كلا الطرفين ... ويستحيل الاستمرار .. وتتكاتف جهود الأهل للمصالحة . ليس من أجل أن يطبقوا ما أمر به الله من حكم من أهله وحكما من أهلها ، يقول الله تعالى : {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً }النساء35

ولكن الهدف هو استمرار عقد القران للحصول على الشقة فقط ...وبذلك تزداد الهوة بينهما ... هى تشعر أنها وسيلة لحصول على الشقة فقط وبذلك لا تشعر بأدميتها .. وهو ينتظر على مضض للحصول على شقة العمر وبعدها .. فليكن ما يكون ...

وأيضا هناك من الفتيات التى تشترط ..وتغالى .. وتشعر -  هى وأهلها – الشاب أنهم يمنون عليه بالموافقة على عقد القران من أجل الحصول على الشقة .. ونسى أهلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر أن أكثر النساء بركة هن أقلهن مهرا ... وفى النهاية يقع المحظور ... ويتم الطلاق ... والنتيجة الشاب لايحصل على الشقة ... وتحمل الفتاة لقب مطلقة .

أنا لا أهون من الناحية الاقتصادية .. ولا أطالب بعش العصفورة .. ولكن أرجع هذه الظاهرة لغياب الناحية الدينية فى التعاملات بين الناس ... ومن هذه التعاملات .. المعاملة بين الخطيب والخطيبة ... وبين  الزوج والزوجة ... ولهذا نتسأل :

1)      ماهى عناصر اختيار الزوجة والزوج  فى الاسلام ؟

2)      ماهى حقوق الزوجة المادية بلا مغالاة وبلا ضغط على ظروف الشاب المقدم على الزواج من الناحية الاسلامية ؟

3)      ماهى وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام للزوج وللزوجة حتى يستقيم المجتمع الإسلامى ؟

هذا ما نطرحه فى المقال القادم بإذن الله ...