الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

هل المرأة ناقصة عقل ودين ؟




هل المرأة ناقصة عقل ودين  ؟

عندما تخطئ المرأة فى الكلام أو تقول حكما ويكون غير صائب ... تتسارع الألسن والانتقادات ... نعم هذه هى النساء ألسن ناقصات عقل ودين . حديث صحيح للرسول عليه الصلاة والسلام ...يُتخذ على عدم اكتمال عقل المرأة ودينها .. يُتخذ على عدم صحة القرارات التى تتخذها النساء .... ولكن هل هذا الحديث كاملا ؟ ... ومامعنى الحديث ؟

نورد الأحاديث الشريفة التى رُويت فى هذا الشأن :

-       عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه. قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أضحى ، أو أفطر إلى المصلى فمر على النساء فقال : يامعشر النساء تصدقن فإنى أريتكن أكثر أهل النار . فقلن : وبم يارسول الله ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، مارأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل  الحازم من إحداكن . قلن : ومانقصان ديننا وعقلنا يارسول الله ؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل شهادة الرجل . قلن : نعم ، قال : فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم . قلن : بلى ، قال : فذلك من نقصان دينها .

-       وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يامعشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار فإنى رأيتكن أكثر أهل النار . فقالت امرأة منهن ، جزلة . ومالنا يارسول الله أكثر أهل النار . قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير ، ومارأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذى لب منكن . قالت : يارسول الله ! ومانقصان العقل والدين ؟ قال : أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل هذا نقصان العقل ، وتمكث الليالى ماتصلى وتفطر فى رمضان فهذا من نقصان الدين.

ويشرح سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : بَين صلى الله عليه وسلم أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها ، وأن شهادتها تُجبر بشهادة امرأة أخرى ، وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد فى الشهادة أو تنقصها ، كما سبحانه : { وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى  }البقرة282’أ

وأما نقصان دينها فلأنها فى حالة الحيض والنفاس تدع الصلاة ، تدع الصوم ، ولاتقضى الصلاة . فهذا نقصان الدين . ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه ، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل رفقا بها ، وتيسيرا عليها ؛ لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك ، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك .

وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وُجد منها مايمنع الطهارة فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة ، وهكذا فى النفاس ثم شرع لها أنها لاتقضى لآن فى القضاء مشقة كبيرة لأن الصلاة تتكرر فى اليوم خمس مرات والحيض قد تكثر أيامه فتبلغ سبعة أو ثمانية أيام أو أكثر ، والنفاس قد يبلغ أربعين يوما ، فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء ولايلزم من هذا أن يكون نقص عقلها فى كل شئ ونقص دينها فى كل شئ .

ولا يلزم من هذا أن تكون أيضا دون الرجل فى كل شئ ، وأن الرجل أفضل منها فى كل شئ . نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء فى الجملة لأسباب كثيرة ، كما قال الله تعالى : : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ...}النساء3

لكن من الممكن ان تفوق المرأة الرجل فى بعض الأحيان فى أشياء كثيرة ، فكم لله من امرأة تفوق كثيرمن الرجال فى عقلها ودينها وضبطها ، وإنما ورد عن النبى صلى الله  عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال فى العقل والدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبى صلى الله عليه وسلم .

وقد تَكثُر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال فى عملها الصالح ، وفى تقواها لله عز وجل ، وفى منزلتها فى الآخرة ، وقد تكون لها عناية فى بعض الامور فتضبط ضبطا كثيرا أكثر من ضبط بعض الرجال فى كثير من المسائل التى تعنى بها ، وتجتهد فى حفظها وضبطها فتكون مرجعا فى التاريخ الإسلامى وفى أمور كثيرة وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم .

وبهذا يعلم أن هذا النقص لايمنع من الاعتماد عليها فى الرواية وهكذا فى الشهادة إذا أتت معها امرأة أخرى ، ولايمنع أيضا تقواها لله وكونها من خيرة عباد الله ومن خيرة إماء الله إذا استقامت فى دينها ، وإن سقط عنها الصوم اداء لاقضاء ، وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء فإن هذا لايلزم منه نقصها فى كل شئ من جهة تقواها لله ، ومن جهة قيامها بأمره ، ومن جهة ضبطها لما تعتنى به من الأمور ، وهو نقص خاص فى العقل والدين كما بينه رسول الله ِِصلى الله عليه وسلم ، فلا ينبغى للمؤمن أن يرميها بالنقص فى كل شيئ وضعف الدين فى كل شئ , وضعف الدين فى كل شئ وإنما ضعف فى عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك ، فينبغى إنصافها وحمل كلام النبى صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنها . أ . هـ
ولاننسى موقف السيدة أم سلمة فى صلح الحديبية ، يقول ابن كثير فى البداية والنهاية قال معمر : قال الزهرى : فلمافرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ( قوموا فانحروا ثم احلقوا ) قال فوالله ماقام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد . فدخل على أم سلمة فذكر لها مالقى من الناس فقالت أم سلمة : يانبى الله
، أتحب ذلك ؟ اخرج ثم لاتكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك وتدعو حالقك فيحلقك . فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا .

وهناك موقفا آخر وأيضا كلنا نعلمه عندما أراد الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنها أن يُحدد المهور عارضته امرأة فقال رضى الله عنه : أخطأ عمر وأصابت المرأة .